«الحل الأسهل» (2)

TT

أمر غريب ومضحك ان يتعامل كثير من الكتاب والاعلاميين العرب بشماتة وتهكم مع الأحداث الدراماتيكية التي صاحبت الانتخابات الاميركية.

كثير من هؤلاء الكتاب والاعلاميين وجدوها فرصة للتشكيك في الديمقراطية الاميركية، كأن هؤلاء الكتاب والاعلاميين ينتمون الى دول ديمقراطية عريقة.

انه امر خطير، ان نحاول تعزية انفسنا بأننا لسنا اقل تعاسة او تخلفا او بؤسا من دول نعرف تماما أنها لا يمكن ان تقارن بدولنا.

العمل الصحافي والاعلامي والفكري، يجب ان يترفع عن هذه الرغبات التي تنتاب الضعفاء تجاه الاقوياء.. فكل ضعيف يتوق الى ان يثبت أنه ليس اقل ضعفا من غيره، وهي رغبة تتيح للانسان احيانا جزءا من الراحة والرضا المؤقت.

لكن، يجب ان يكون الامر مختلفا بالنسبة للأشخاص الذين يتعاطون النشاط العقلي بكل انواعه.. فدور هؤلاء الاشخاص يجب ان يتجاوز رغبة الناس في التنفيس الى التنبيه.. وبدلا من مسايرة رغبة الشارع العربي في التهكم على اميركا والطعن في ديمقراطيتها، يجب ان نشرح المسألة بشكل علمي، وندرك ان المشكلة التي حدثت لم تكن سوى مشكلة قانونية بحتة.

ان السخرية من اميركا والطعن في ديمقراطيتها هما الحل الاسهل بالنسبة لأمة لا تريد ان تغادر المقاعد الخلفية في قاطرة العالم المندفعة نحو الديمقراطية وحقوق الانسان. انه نوع من انواع العجز.