جمرة إسرائيل

TT

فلتت الامور في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وستفلت اكثر رغم كل محاولات العنف والقتل واستخدام الصواريخ والطيران ضد المدنيين.

اسرائيل تمسك بيدها جمرة، وليس هناك من حل لهذه المشكلة سوى القاء هذه الجمرة وانسحاب اسرائيل من الاراضي المحتلة.

ربما تتصاعد حدة الانتفاضة، وربما تفتر قليلا، لكنها ستعود مرة اخرى وبشكل اكثر عنفا، فالقضية اكبر من مفاوضات، ومن وعود، والازمة الاقتصادية تتفاقم في الاراضي المحتلة، ورفض الاحتلال يتزايد، والجيل الجديد من الفلسطينيين الذين يتساقطون كل يوم ستزيد كراهيتهم وحقدهم على المحتلين، مثلما هي حال جيل الكبار الذين ذاقوا مرارة التشريد والاحتلال.

اسرائيل آخر معقل استعماري تقليدي في العالم، وهي ستكون في مواجهة مشكلتين اساسيتين اذا استمر الاحتلال، اولاهما رفض الفلسطينيين لهذا الاحتلال والاستعداد للتضحية، وثانيهما نشوء مجتمع يشبه حال النظام العنصري في جنوب افريقيا داخل اسرائيل حيث تستمر معاناة فلسطينيي الداخل من حملة الجنسية الاسرائيلية، وحيث يزداد التعامل معهم باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية، في وقت تشكل نسبة التكاثر الطبيعي بينهم نسبة اعلى بكثير من الاسرائيليين.

«تضحية» اسرائيل الان بالضفة والقطاع وتفكيك المستعمرات والرحيل والاعتراف بدولة وطنية مستقلة هو ثمن ليس بالكبير قياسا لاحتمالات المستقبل، فما تستطيع اسرائيل ان تحصل عليه الان سيكون اكبر مما ستحصل عليه في المستقبل في ظل الفلتان السياسي والامني داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة، والذين يفاوضون اسرائيل من الفلسطينيين في هذه الظروف ستكون شروطهم اكبر في المستقبل، هذا اذا افترضنا انهم سيظلون مفاوضين، واذا لم تستطع الانتفاضة ان تخلق قيادات ميدانية جديدة لا تحسب حساب التوازنات وليس لديها شيء من المجاملات والحسابات السياسية.

ليس امام اسرائيل سوى القاء الجمرة من يدها والانسحاب من الاراضي الفلسطينية، فلا العمل السياسي ولا جيش الدفاع الاسرائيلي قادران على حل اية مشكلة ما دام الاحتلال قائما.