مفاجآت سعيدة

TT

في خطابه الى الأمة في عيد الميلاد وعدنا الرئيس صدام حسين بأن يفاجئ المفتشون العالم بأن ليس في حوزة العراق اسلحة محظورة، ان سار المفتشون وفقا للقواعد المهنية المخلصة في البحث والتنقيب.

ونحن نرجو الشيء نفسه عسى ألا تكون قواعد البحث هي التي يتبعها بعض النجباء في جامعات بغداد التي منحت ابن الرئيس البكر، عدي، شهادة الدكتوراه ومعها درجة الاستاذية ومنحته لقب بروفيسور ايضا. نرجو ان تكون شهادة المفتشين في حق الاسلحة خير من شهادة عدي، مدركين كم عانى في بحثه وكتابته رسالة الدكتوراه، لولا انه تجاوز حدود المسكوت عليه اخيرا عندما اعلن امس انه يعكف على انجاز اطروحة ما بعد كرسي البروفيسورية.

عسى ان يفاجئنا المفتشون بشهادة افضل حتى ننتهي من هذا الوضع المعلق سنين طويلة ونغلق بابا فتح واسعا للفتن السياسية. ويا ليت المفاجآت تكتمل فيفاجئنا العراق بهدايا كثيرة مثل اعلانه عن ضبط مسروقات كويتية زعم انه عثر عليها بالصدفة. انها رواية اعظم في خرافتها من شهادة عدي نفسها. ومع ان احدا، مهما صغر عقله، لا يصدق ان هذه المسروقات كانت في حوزة احد سوى مستودعات سرقات الدولة، فانها خطوة جيدة. فالتوجه نحو تخليص القضايا المعلقة ورد المسروقات عمل سياسي حكيم وانساني محمود، وان كنت لا استطيع ان اقول عنه «اخلاقي». ويا ليته يكون اكثر حكمة وانسانية فيفاجئنا ويعثر على الأسرى السعوديين والكويتيين والبقية الباقية الذين يصر على نفي وجودهم. ليته يفاجئنا ويعثر عليهم تائهين في الصحراء او منسيين في فندق ويعيدهم الى ذويهم سالمين، فيدعون له بالنجاة والعافية من عواقب الازمة الحالية.

ان مفاجآت بغداد هذه الايام سارة، مهما كانت دوافعها او نواياها، فاهتمام ابن الرئيس بالعلوم بدلا من حبس اللاعبين، والعثور على المسروقات الثمينة مرمية في احد ازقة بغداد، وقبل ذلك اطلاق سراح ثلث مليون سجين تقديرا لمواقف الشعب المتضامن مع الدولة، والسماح للمفتشين، وغيرها تجعلنا نقترب قليلا من تصحيح اوضاع كان ينبغي لها ان تصحح بدون حاجة لهذه الحشود الدولية والمدافع الطويلة. ونحن نتطلع ان يرد المفتشون على المفاجآت بمفاجآت احسن منها فيؤكدون ان المصانع هي لحليب الاطفال، والمعامل لخبز الرجال ويوقعون على شهادة حسن سلوك الحكومة حتى ننتهي من هذه الكوميدية التراجيدية.