تفاءل من فضلك!

TT

تضحك الدنيا للمقبلين على الحياة بمرح وسرور الذين ينظرون الى الدنيا بمنظار وردي لا تفارق الابتسامة وجوههم، ومهما كانت الظروف المحيطة تدعوهم الى اليأس والاحباط تجد ضحكاتهم المتفائلة تدعو الاخرين الى مشاركتهم الامل في غد سعيد باسم.

ومن السهل التمييز بين الشخصية المتفائلة والشخصية المتشائمة، فكما ان التفاؤل له مظاهر من بينها الابتسامة المشرقة ونظرة العين ذات اللمعة والبريق، فعلى العكس من ذلك تماماً تجد المتشائم قد خاصمته الابتسامة والضحكة، متجهما، معقود الحاجبين، اذا تكلم فلا بصيص امل هناك في الافق، ولا شيء غير اليأس والخراب وسوء الطوية.

لكن كيف للشخصية المتشائمة ان تتصرف حتى تكتسب صفات الشخصية المتفائلة؟ يجيب الطبيب النفسي بن ويليامز بقوله انه ليس على صاحب الشخصية المتشائمة ان يقلق لانه يمكنه اكتساب صفات التفاؤل عن طريق تحديه للصفات السلبية الموجودة بداخله.. فعلى سبيل المثال اذا تعرض الانسان لموقف محرج في العمل كمخاطبة رئيسه له بشكل يسيء اليه امام زملائه، فان عليه اولا ان يكون على ثقة بان معاملة رئيسه له لا تعني انه غير مناسب للعمل او غير كفء له وانه في غالب الاحيان يلجأ رئيس العمل الى الحدة في مخاطبة الموظف للفت نظره للخطأ الذي وقع فيه او لتحفيزه على الارتقاء بأدائه وبمستواه وبالتالي فان على الموظف ان يبذل مجهودا اكبر في العمل، الامر الذي قد ينجم عنه حصوله على تقدير رئيسه الذي لن يتوانى في مكافأته او ترقيته، وبذلك يكون الموظف قد نجا من حالة الاحباط التي كان سيصل اليها اذا استسلم للافكار السلبية بالنسبة اليه والى رئيسه في العمل.

ولتتحدى المشاعر والافكار السلبية يستلزم الامر ايضا من المرء ان يستجمع شجاعته وارادته من اجل ان يتمرد على اسلوب تفكيره السلبي المعتاد ويعتزم تطوير قدراته، وعندئذ سيجد المرء نفسه على يقين من نجاحه في مواجهة المصاعب والتحديات بابتسامة التفاؤل.

وعلى كل حال فان الكثيرين منا في احتياج دائم الى ان ندرب انفسنا من وقت لاخر على النظر والتفكير في نصف الكوب الممتلئ وعلى الكف عن النظر والتفكير في النصف الفارغ، وهذا يؤدي بنا الى التفكير المتفائل الذي يدفع بالبسمة الى الشفاه والعيون.. فيجعل الحياة اكثر اشراقاً.. تفاءل من فضلك.