جدد أصدقاءك

TT

الانسان مخلوق اجتماعي في حاجة دائمة الى الصداقة وفي احتياج دائم الى وجود اصدقاء من حوله يشاركونه افراحه واحزانه، ويجدهم الى جواره عند الازمات والمرض، وعندما يضل الطريق يجد الصديق الذي يصدقه القول والنصيحة ويوجهه الى الطريق القويم.

والانسان يستطيع تكوين صداقات في أي زمان ومكان لكن قد تأتي مرحلة من حياته يشعر فيها انه اكتفى بمجموعة من الصداقات القديمة ولا ضرورة لأن يضيف اليها اصدقاء جدداً متسائلا: لماذا ابذل الجهد والوقت لأكسب صداقات جديدة في حين انني لدي بالفعل ما يكفي من الاصدقاء القدامى؟

في رأي الخبراء المتخصصين في علاقات الصداقة انه من الضروري لكل انسان ان يتعرف على اصدقاء جدد في كل مرحلة من مراحل حياته، لأن فائدة الصداقة الجديدة تتركز في انها وجدت في الوقت الحاضر الذي اصبح فيه الانسان اكثر نضجا. بالاضافة الى ان الصداقة الجديدة تلائم شخصيته الجديدة التي تكونت بفعل سنوات الخبرة بالناس والحياة.

يقول الدكتور، ديفيد سليمان، ان الصديق الجديد يتعرف على صديقه كما يراه في الوقت الحالي وبالتالي فان مشاعره ومواقفه تجاهه لن تتأثر بأية خبرات او تجارب تنتمي الى الماضي، كما ان الانسان سوف لن يشعر بالحرج من ان يظهر بمظهر جديد وربما ايضا في المستوى المعيشي الجديد الذي وصل اليه، خاصة ان الصديق الجديد لا يعرف شيئا عن شخصيته ومظهره ومستواه المعيشي الذي كان في الماضي.

على سبيل المثال اذا كان الانسان يتصف بالخجل في الماضي او عرف عنه بالانقياد لأصدقائه من ذوي الشخصيات القوية، فسوف يكون من الصعب عليه بعد عشرة اعوام او اكثر ان يخرج على اصدقائه القدامى بشخصية تختلف عن شخصيته التي يعرفونها جيدا او بمظهر يخالف مظهره القديم المعروف لهم، لكن الاصدقاء الجدد يعطون الفرصة للانسان لكي يظهر امامهم بالمظهر الجديد وبالشخصية التي طرأ عليها تغيير، بالاضافة الى ان الفرصة تصبح متاحة له لاستشعار الجوانب التي تغيرت في شخصيته ولتقييمها ايضا.

هذا لا يعني بالطبع ان نترك اصدقاءنا القدامى خلفنا من اجل تكوين صداقات جديدة لا تعلم شيئا عن ماضينا الذي قد يسبب الحرج، وانما يعني ان نفسح لأنفسنا المجال امام اصدقاء الماضي واصدقاء الحاضر معا، لأن الصداقات القديمة شيء غال يربطنا دائما بذكريات الماضي وكذلك الصداقات الجديدة تفتح الطريق امامنا لتجارب وافكار وآراء جديدة وايضا لمصالح جديدة مفيدة.

الصداقة كالغذاء، فاذا تناول الانسان نفس الغذاء كل يوم فلن يمكنه الاستفادة منه، كذلك لا بد للانسان من ان يكتسب صداقات جديدة في كل مرحلة من مراحل حياته الشيء الذي يضيف اليه الكثير من العلاقات والتجارب الانسانية المتجددة والمتطورة.. المهم ألا ينسى صداقاته القديمة.