عندما تصلين إلى الثلاثين!

TT

بعد عقود من نجاح الحركات النسائية في مجتمعاتنا الشرقية في تحقيق المساواة بين المرأة والرجل، يبدو ان المرأة الشرقية الآن بدأت تراجع نفسها بسبب الضغوط الاجتماعية والنفسية الواقعة عليها والتي تطالبها بضرورة تحقيق طموحاتها في مجال العمل الى جانب ما هو مفروض عليها من مسؤوليات تكوين اسرة وتربية اطفال.

فجأة تدرك الفتاة بعد حوالي عشر سنوات من دخول حلبة المنافسة مع الرجل من اجل الحصول على حقوق متساوية له، وربما من اجل التفوق عليه في مجال العمل، انها بلغت الثلاثين من عمرها دون ان تحقق ما تطالبها به نظرات من حولها من الاهل والاصدقاء، وهو إقامة علاقة عاطفية ناجحة تتسم بالاستقرار والهدوء مع رجل اختاره قلبها.

تنظر فتاة الثلاثين ربيعا الى الوراء وتتساءل في حزن كيف مضت السنوات بسرعة دون ان تحقق ما حلمت به من تفوق على الرجل في مجال العمل ودون ان تحقق مطلب الانثى بداخلها ومطلب المجتمع من حولها في ان يكون لها بيت وزوج وأطفال.

في اعتقاد الجميع ان سن الثلاثين عند المرأة هو سن النضوج الذي تكاد تنتهي فيه المرأة من عمل موازنة بين تحقيق قدر من طموحاتها العملية جنبا الى جنب مع تكوين اسرة وعلاقة زوجية تنعم بالاستقرار والهدوء، لكن الذي لا يعلمه الآخرون هو الضغط النفسي الذي تتعرض له فتاة في الثلاثين من عمرها لم ترتبط بعلاقة عاطفية مع رجل الى درجة انها تشعر انها كبرت واصبحت تنتمي الى اجيال ماضية، خاصة عندما تلتقي بشخص ينتمي الى جيل شاب يوجه اليها تساؤلات حول ما قد حققته في اعوامها الثلاثين.

يجمع الاطباء النفسيون على ان سن الثلاثين هو سن التوازن، وان النساء اللاتي يبلغن هذا السن يتمتعن بقدر اعمق على فهم الحياة في الوقت نفسه الذي يشعرن فيه بالقلق والتوتر لشعورهن انهن على ابواب الاربعينات.

وفي اعتقاد الاطباء النفسيين انه اذا استمرت المرأة التي بلغت الثلاثين عاما في التفكير بانها تنتمي الى الاجيال السابقة فسوف تعيش حياة غير سعيدة لشعورها بان فرصة اللحاق بقطار الزواج قد فاتتها وبأن ما حققته من نجاح وتفوق في مجال الحياة العملية كان على حساب حياتها كأنثى وكأم وربة منزل.