عدَّاء المسافات الطويلة

TT

«اليمن يحتاج إلى سلام مع نفسه» ـ جار الله عمر ـ

مساكين قدماء اليسار

قطعوا صحراء الشوك

ساروا المسافات الطويلة

فاهترأت النعال

وحفيت الأقدام

دخل ابن بلة السجن ماركسيا

وخرج خمينيا

دخل رياض الترك شيوعيا

وخرج منه مصالحا للأصولية

بدأ ابراهيم شكري قوميا مصريا

وانتهى بحزب اشتراكي يحتله الإخوان

مات ميشيل عفلق

فمرر صدام جثمانه في المسجد

ومنحه لقب «أبي محمد»

*

عِش رجبا تَرَ عجبا

يختصر جار الله مسيرة حزبه

بدأ قوميا عربيا

هاجر من الشمال الى الجنوب

فتمركس مع عبد الفتاح اسماعيل

ذبح الاشتراكيون الماركسيين

انقذوا انفسهم بالوحدة مع الشماليين

فاختلفوا معهم في السلطة

ارتد الاشتراكيون انفصاليين

تحالف الشماليون مع «الجهاديين»

فاستعادوا الوحدة بالقوة

*

من حلف مع لينين وستالين

الى حلف مع الإخوان المسلمين!

حالف الحظ جار الله عمر

نجا من مجازر الشمال والجنوب

قطع صحراء الشوك

سار المسافات الطويلة

من الماركسية الى الاشتراكية

من الاشتراكية الى الليبرالية

من «حزب الطليعة القائد»

الى تعددية الأحزاب

من رفض الآخر

الى ديمقراطية تداول السلطة

من وزير الدولة

الى منسق المعارضة

جاور جار الله الإخوان الإصلاحيين

فمات قتيلا في مهرجانهم

*

استعربت العرب العاربة

فرفعت شعار «التخوين»

دارت الدنيا

فكفّر السلفيون اليساريين

تخرجنا من مدارس الإعداد الحزبي

تدروشنا في مدارس التعليم الديني

متنا مرة بتهمة «الرجعية»

نُرجم اليوم بحجر الزندقة والجاهلية

نافس الإخوان جامعة الأزهر

ففتحوا جامعة «الإيمان»

خرَّجت الجامعة جار الله آخر

جندته «افغانيا» ضد الكفار

جندته الوحدة ضد الانفصال

في الحرب «مجاهد»

في السلم خطيب مسجد

في الفكر مكفر متعصب

في مؤتمر حزب الإخوان قاتل

*

جاران لله!

أيهما القاتل؟

وأيهما الشهيد؟

جار لله سار الى الوسط

فوقع في مرمى الهدف

آمن بالحوار

فقتل في خط النار

يترك وراءه حزبا له شعبيته

حزبا اعتذر عن انفصاليته

فما قُبل الاعتذار

حزبا أشهر إيمانه

فما قبل التعصب توبته

اللهم انك بريء من مستجير بك

فتقبل برحمتك جاراً لك