تذليل العقبات بين دمشق وواشنطن

TT

قرأت في «الشرق الأوسط» في عددها الصادر يوم الجمعة 2003/1/3 ترجمة لمقال كتبه مراسل «نيويورك تايمز» يختزل بشكل انتقائي ما جاء في المقابلة على لساني.

كتب كروس أن عدنان عمران وزير الإعلام السوري، خلال لقاء أجري معه، قال إن هناك حوارا إيجابيا يتسم بالاحترام بين سورية والولايات المتحدة على كل المستويات، وان بوسع واشنطن ودمشق التوصل إلى تفاهم وتسهيل الصعوبات القائمة بينهما، غير أن السيد كروس لم يذكر ما هي الصعوبات القائمة ولم يذكر كيفية تذليلها، وهي التي كانت موضوع الحوار، حيث تمت الإشارة بالتفصيل إلى أخطاء وأخطار السياسة الأميركية في الشرق الأوسط بسبب الدعم غير المحدود، بل والتحالف الاستراتيجي مع العدوان الإسرائيلي في مواجهة قرارات الشرعية الدولية وقرارات عديدة صادرة عن مجلس الأمن، وأيضا بسبب تحضيرها لعدوان شامل على العراق، بحجة عدم تنفيذه لقرار صادر عن مجلس الأمن، بالرغم مما يشكله هذا التباين في انتقاء قرارات الشرعية الدولية، وعدم الاكتراث بما يتعلق منها بالحقوق العربية، مما يشكله ذلك من مثال صارخ لسياسة المعايير المزدوجة التي تتنافى مع نص وروح ميثاق الأمم المتحدة.

وتمت الإشارة في الحديث مع الصحافي كروس وفي جواب على سؤال عما إذا كان الحوار متوقفا، بأن الحوار يتم بين البلدين على مستويات مختلفة، وأن هنالك إمكانية لتذليل الصعوبات مع سورية ومع الدول العربية، لكنه لم يشر إلى الصعوبات التي تم شرحها بالتفصيل وبصورة خاصة سياسة الانحياز لإسرائيل والدعم الكامل لها في عدوانها على الشعب الفلسطيني ولتهديدها أيضا لشعب العراق الشقيق.

كنا ننتظر من الصحافيين العالميين والعاملين في صحف كبيرة ومعروفة مثل صحيفة «نيويورك تايمز» الإقلاع عن أسلوب الاجتزاء الانتقائي في المقابلات، وتجاهل الحقائق الأساسية حول القضايا الدولية، هذا التجاهل الذي يفسر درجة تحكم اللوبي الصهيوني بالسياسة الأميركية.

هذا التوضيح يأتي تصحيحا لأسلوب التحريف الذي تعتمده بعض وسائل الإعلام الغربية التي يعمد محرروها إلى كتابة ما يريدون لا كتابة ما يسمعون.

* وزير الإعلام السوري