** رسالة من القارئة قطر الندى من الأردن تقول فيها: «انا قارئة دائمة لكل ما يخطه قلمك.. تعجبني الموضوعات التي تتناولها سياسية او فكرية او اجتماعية.. وأتوقف كثيراً عند العاطفية منها.. فانك خير من يتكلم عن الرجل والمرأة.. وأسهبت بمقالاتك عن الزواج بهمومه ومتاعبه.. واتوقف عنده تحديداً لأدلو بدلوي. انا امقت الزواج وأكرهه، وأرفضه تماماً.. فأنا ادرك تماماً عدم قدرتي على العمل كزوجة لا احتمل الرجل بتاتاً.. لا احتمل طلباته، ورغباته، وأنانيته، والالتزام التام له، اعلم ان النقص مني انا (فنفسي قصير) كما تقول والدتي.. فقد مررت بتجربة خطبة كانت فاشلة بجميع المقاييس.. لا اعلم تماماً من المخطئ.. فرغم انه كان سيئ الأخلاق والسمعة.. الا انه نجح في اخفاء حقيقته الى ان رأيت بعيني، وسمعت بأذني حقيقته المخزية..
وفي الواقع انني منذ البداية كنت ارفضه داخلياً.. بل كنت ارفض استقباله في منزلنا لأتفه الأسباب.. كأن اقول له انني غير متفرغة الآن.. ذاهبة للتسوق.. او اريد مشاهدة برنامجي المفضل.. أو حجج اخرى اخترعها .. المهم ألا التزم بهذه الزيارة الثقيلة.. لذلك رفعت شعار اللازواج.. لا احتمل المسؤولية او الرجال او الزواج.. أدرك تماماً ما تفكر فيه الآن.. انني سأندم يوم لا ينفع الندم.. ربما.. لكن ليس الآن.. انا ارى ان الندم وحده خير ألف مرة من الندم وانا احمل لقب مطلقة.. ولدي اطفال اتحمل مسؤولياتهم..
فلنتقبل اذاً فكرة ان هناك اشخاصا خلقوا ليحيوا بلا زواج.. وأنا منهم.. وغيري كثيرات.. ولسنا ساذجات.. ولكننا نتقبل الحقيقة.. والواقع بكامل قناعاتنا وسعادتنا والحمد لله..
*** ويا عزيزتي قطر الندى.. الانسان حر في تحديد مصيره ولكن عليه ان يتحمل مسؤولية قراره.. أنت ترفضين الرجال وبالتالي الزواج.. وهو موقف من الحياة فيه قدر كبير من التطرف.. وقدر اكبر من التعصب.. فليس كل الرجال سيئـون ، ولا كل زواج فاشل.. وقد خلق الله المرأة لتكمل مسؤولية الرجل في إعمار الكون.. فاذا امتنعت كل النساء عن الزواج والانجاب خرب الكون وما فيه.
ولكن يبقى سؤال.. لماذا وصلت الى ما انت فيه من الرفض والتعصب.. اسألي نفسك.. ماذا في تاريخك وماضيك وحال أسرتك الذي دفعك الى هذا الموقف.. ان خطبة واحدة فاشلة لا تحكم على كل الرجال ولا كل الأزواج والزيجات.. اتمنى ان تغوصي داخل نفسك وان تجدي جواباً شافياً.. وأظن ان القراء سيتلهفون على سماع اجابتك.