لعبة خطرة

TT

اتفهم تماما مشاعر الشارع العربي المشحونة بالكراهية ضد اميركا، لكني لا اتفهم ابدا تجاوب الاعلاميين العرب مع مشاعر الشارع، الى درجة التغرير بالناس والكذب عليهم، عن طريق التشكيك في النظام الديمقراطي في الولايات المتحدة.

نعم الاميركيون او الادارة الاميركية لديها معايير مزدوجة، فهي تطبق الديمقراطية بحذافيرها في الداخل، بينما تنحاز بشكل فاضح في الخارج، وتعمل ضد الشعوب وتؤيد احيانا الاعمال الاجرامية التي ترتكب في حق الابرياء كما يحدث الان على ارض فلسطين.

لكننا يجب ان نتفهم هذا التناقض على حقيقته، بدلا من ان ننجر وراء عواطفنا ومشاعرنا التي تشع بالكراهية والاحتقار تجاه الاميركيين.. فمعظم البلاد الديمقراطية تطبق معايير مزدوجة في سياساتها. فبريطانيا مثلا التي كانت ولا تزال معقل الديمقراطية الحديثة، كانت دولة استعمارية تعطي لنفسها الحق في قمع الشعوب الاخرى واستغلالها.. لكن هذا لا يعني ان النظام الديمقراطي البريطاني لم يكن له وجود في الداخل.. هذه مسألة اخرى تماما يجب ان نتفهمها حتى نستطيع ان نتعامل معها بالشكل الذي يخدم مصالحنا. ان تغذية نزعة الكراهية والاحتقار التي يمارسها الاعلام العربي، هي لعبة في منتهى الخطورة.. لانها ستساهم في تخدير الشارع العربي المنساق وراء انفعالاته وعواطفه بشكل مخيف.

التقليل من شأن الآخر سيوصلنا الى مرحلة الرضا عن الذات.. وهي لعبة خطيرة جدا.