تذبذب أسعار النفط

TT

بعد ايام من تحذيرات خبراء الاقتصاد من ان اسعار النفط ستزيد زيادة حادة، بدأت اسعار النفط في الانخفاض. ويصل معدل الانخفاض الكلي في اسعار النفط الخام الى 10% بالمقارنة بالخريف الماضي.

وتصبح اهمية انخفاض الاسعار اكثر وضوحا اذا وضعنا في الحساب فصل الشتاء القارس في نصف الكرة الشمالي واستمرار القلق بخصوص صراع عسكري حول العراق. كما يجب ان يساهم استمرار الاضطرابات في فنزويلا خامس اكبر مصدر للنفط الخام في العالم في تثبيت الاسعار.

وكان من المفروض ان تستقر اسعار النفط الخام على الاقل لعدة اسابيع.

ويعتبر انخفاض اسعار النفط نبأ جيدا بالنسبة لادارة بوش. فهي تقضي على واحدة من وجهات النظر الاساسية لهؤلاء الذين يعارضون العمل العسكري ضد صدام حسين. فنظرية «الصدمة النفطية» المخيفة التي من المفروض ان تحدث بسبب الحرب في العراق تبدو الان خيالية اكثر من كونها واقعية.

الا ان الاسعار المنخفضة ربما تمثل نبأ سيئا لسبب آخر. فربما تكون مؤشرا على انخفاض الطلب، وهو الامر الذي سيؤدي بدوره الى انعدام الثقة بالاقتصاد العالمي.

ومما لا شك فيه ان من بين اسباب انخفاض الاسعار هو فشل منظمة «اوبك» في فرض حصص الانتاج في العام الماضي. كما من المؤكد ايضا ان بعض الدول المنتجة للنفط من غير الدول الاعضاء في «اوبك»، ولاسيما روسيا والمكسيك وبعض دول خليج غينيا، رفعت الانتاج لاسباب اقتصادية او سياسية.

ونظرية نيوتون تشير الى ان «ما يرتفع لابد أن ينخفض». ولكن العكس صحيح ايضا، على الاقل في موضوع اسعار النفط. ولذا فمن المتوقع زيادة حادة في الاسعار في اواخر العام الحالي، ولاسيما اذا احتاجت ازمة العراق الى وقت اطول للحل.

ان تذبذب اسعار النفط امر سيئ بالنسبة للمنتجين والمستهلكين. وعدم استقرار الاسعار يجعل الاستثمارات طويلة المدى في قطاع الطاقة والصناعات التي تعتمد الطاقة ذات استشكالات. ولكن انخفاضا آخر في الاسعار يمكن ترجمته الى زيادة حادة بعد عام من الان، اي في الوقت الذي سيؤكد فيه الانتعاش الاقتصادي ذاته.