الجري إلى الوراء!

TT

اذا شاهدنا احدا يجري الى الوراء في الطريق العام، ربما للوهلة الاولى لا نصدق ما نرى، وعندما نتيقن من حقيقة ما نرى نعجب وندهش له، ثم ننعت هذا الشخص بالجنون ونمضي في طريقنا.

لكن الغريب في الامر ان يطلع علينا بحث جديد يقول لنا ألا نعجب كثيرا اذا رأينا شخصا يجري الى الوراء وان نصدق ما نرى لان ذلك هو احدث طريقة ابتكرها الباحثون من اجل الحصول على القوة والتناسق العضلي. يضيف البحث الجديد انه على الرغم من الجروح والكسور التي قد تصيب من يجري الى الوراء، فان هذه الرياضة الغريبة هي تجربة روحية لا مثيل لها، وان اساتذة بجامعة بنسلفانيا الامريكية يقومون حاليا بتدريس هذه الرياضة لألف طالب من اجل ان تعم وتنتشر فوائدها.

يدلنا البحث على ان استغلال العضلات في الوضع المعاكس يضيف لها القوة ويجعلها تصمد امام الحركات المفاجئة والعنيفة، وان الشخص الذي يمارس رياضة الجري الى الوراء عندما ينظر حوله وهو يمارسها يكتشف ان رؤيته لنفسه قد اتسعت، كما يرى الاشياء من منظور يختلف تماما على حد قول الدكتور جوزيف بيرنشتين، من جامعة بنسلفانيا.

الطريف في هذه الرياضة انها تلفت الانظار الى من يمارسها، فالبعض ينظر اليها متهكما والبعض الآخر يصفها بالجنون.. وقد ذكر احد المتدربين ذات يوم انه اصطحب كلبا في جولة جري الى الوراء ولاحظ الناس وهم ينظرون الى الكلب في اشفاق عليه من صاحبه المجنون.

ولنشر رياضة الجري الى الوراء تم ابتكار اجهزة رياضية صممت بحيث تجعل صاحبها يجري الى الوراء من اجل تقوية مفاصله وحماية ظهره من الناحية السفلى.. ومن المتوقع ابتكار دراجة تجعل صاحبها يقودها الى الامام ولكن البدال يعمل الى الوراء حتى يحقق نفس النتيجة التي يصل اليها من يجري الى الوراء.

وكالمعتاد فان الشيء الجديد يكتسب مؤيدين ومعارضين، والمعارضون لهذه الرياضة يرونها في منتهى الخطورة ولا يرون فيها اية فائدة بل يصفونها بانها مضيعة للوقت والجهد ويعتقدون ان ابتكار مثل هذه الاشياء الجديدة والمثيرة باعثها كسر الملل الذي يصاحب رتابة الحياة.

وصانعو الاحذية يحذرون من ان الاحذية الحالية الخاصة بالجري ليست مؤهلة للجري في الاتجاه المعاكس مثلها في ذلك مثل قدم الانسان غير المؤهلة للجري للخلف، الامر الذي سيتسبب في مشاكل عديدة لممارسي هذه الرياضة.

يقول البحث انه بالرغم من ان رياضة الجري الى الوراء قد تسبب للبعض التوتر العصبي الا ان هذا لا يهم طالما ان هذه الرياضة تحقق لممارسيها قوة العضلات وتناسقها.. فهل تنضم الى عشاق الرياضة الجديدة.. وهل تجري الى الوراء؟