من أحداث الأسبوع

TT

* تقول الأخبار من ايران ان السلطات سمحت للنساء بدخول ملاعب كرة القدم والتفرج على مبارياتها. لا ادري اذا كان علي ان اعتبر ذلك نصرا لكرة القدم او ظفرا لحقوق المرأة. ولكن المسؤولين هناك برروا هذه الخطوة بقولهم إن وجود النساء سيؤدي الى تهذيب لغة المتفرجين فيمتنعون عن الفشر والكفر والكلمات البذيئة. سيحتفظون بذلك لنسائهم بعد العودة للبيت. لم يذكر الخبر ما اذا كان على المرأة المتفرجة ان تجلب معها محرما ام لا. انني انتظر الآن اثر وجود النساء في الملعب على اللاعبين. هل سيتحمسون في اللعب ويبذلون قصاراهم للإبداع واستعراض قوتهم وبلائهم، ام سيتشوشون ويقصرون في متابعة سير اللعب ويركزون انظارهم على وجوه الحلوات بدلا من الكرة، فتمر وتدخل في الهدف وهم غافلون. في اسبانيا يعبر المتادور (مصارع الثيران) عن حبه لفتاة برمي قبعته اليها بعد فوزه على الثور المسكين. هل سيعمد اخواننا في طهران إلى رمي الكرة الى من يحبونها؟ اما المرأة الإسبانية، فكثيرا ما تعبر عن شغفها بالمتادور عندما يفوز برمي ايشاربها المطرز اليه. هل ستبادر الفتاة الإيرانية برمي جادورها على الكولجي عندما يبدع في صد ضربة ماضية؟

* بعد دراسة طبية اجرتها احدى الجامعات الغربية تبين ان النساء ذوات الشعر الأحمر يحتجن عند اجراء عمليات جراحية لهن الى زيادة في كمية المخدر بنسبة 20 بالمائة عما ينبغي اعطاؤه للنساء الشقراوات. هذه نقطة تسترعي النظر. فربما تكون لها دلالاتها على المشاعر. فالغربيون يحبون المرأة ذات الشعر الأحمر الى درجة ان بعض الشقراوات صرن يصبغن شعرهن باللون الأحمر، وهو الآن في الواقع صرعة الموسم. هل يعني ذلك ان الشقراء تفقد وعيها بسرعة اكبر وأن الحمراء اكثر حضورا من اختها الشقراء؟ لعن الله الغربيين، ينظرون لكل شيء من جانبهم. لماذا لم يشملوا في الدراسة المرأة ذات الشعر الأسود او الكستنائي؟ هل تحتاج الى مخدر بنسبة اكبر من ذات الشعر الأشقر أو الأحمر؟ يلوح لي ان ذلك هو المتوقع. فنساؤنا ذوات الشعر الأسود لا يغمى عليهن رغم كل ما يصبه عليهن رجالنا من الويلات والمصائب. واذا صح ظني هذا، فأعتقد ان ذلك هو ما يفسر الإفلاس المستمر لوزارات ومؤسسات الصحة العامة في عالمنا العربي. نساؤنا يستهلكن سنويا اطنانا من المخدر في ما يجري لهن من عمليات جراحية. ومن الناحية الأخرى، اعتقد ان من حق المرأة الشقراء ان تطالب المستشفيات بتخفيض في اجرة العملية بنسبة 20 بالمائة على اعتبار ان المستشفى سيستخدم مخدرا اقل في العملية بتلك النسبة. وبنفس الوقت ارى ان من حق العروس الشقراء ان تطالب خطيبها بزيادة في مهرها بمقدار تلك النسبة نظرا لقلة المخدر الذي ستحتاجه عند الولادة او اجراء أي عملية جراحية لها. الحق حق ولو كان مراً.

وهذه هي فرصتي لأثير هذا الموضوع الذي ما زال يحز في نفسي منذ سنوات. لقد اشرت الى قيام الشقراوات بصبغ شعرهن بالأحمر والسوداوات بصبغ شعرهن بالذهبي. طبعا هذا شيء ينطبق على الرجال ولا سيما بعد الشيب.

ماذا عن الصلعان من امثالي؟ ليس لنا شعر نصبغه. ألا يحق لنا من باب المساواة ان نصبغ صلعتنا باللون الذي يعجبنا؟ انا مثلا اصبغها بلون اسود مع شعري فلا يتصور القراء ، او بصورة خاصة القارئات، انني بلغت من الكبر عتيا. اختياري للون الأسود اختيار اقتصادي فأنا رجل بخيل. هذا ما تقوله زوجتي عني. وطالما توجد لدي علبة صبغ اسود للحذاء، فيمكنني ان استعمل نفس العلبة لصلعتي وألمع الاثنين معا فلا أحتاج لشراء فرشاة ثانية.

* كاد احد الصحافيين الأجانب ان يقع في مشكلة خطيرة عند زيارته للعراق. فقد سمعوه في مطار عمان يتكلم عن صدام وتأخره وتخلفه وانه يحتاج لسنين من التطور والدراسة واعادة تصميم هيئته ليصبح اكثر قبولا لمن يشاهده. وبعد سيل من البرقيات بالشفرة من وكلاء المخابرات العراقية اقفل المسؤول المراسلة بهذه البرقية: «آسف. كان هذا المراسل يتكلم عن مطار صدام».