خروج صدام وبقاء النظام

TT

استمعت الى روايات مثل الاساطير في الايام الماضية ضمن حكايات العراق باستثناء انني اثق في مصادري رفيعة المستوى. قال لي احدهم هل تعرف ماذا فعل علي المجيد، ابن عم الرئيس العراقي؟

روى لي انه يعرض نفسه بديلا في حال تغيير القيادة العراقية، حلا للأزمة القائمة، مشيرا الى انه مستعد للقيام بمهمة فرض التغيير، فيصبح رئيس العراق المقبل؟

وذكر ان المجيد حمل معه حقائب محشوة بثلاثين مليون دولار ضمن سعيه لتمرير رسائله لأطراف متعددة. وعندما سألت ان المجيد خرج من بغداد مرسلا من الرئيس نفسه فكيف يقترح ازاحة الرئيس؟، قال انه جاء بعرضين، رسمي وشخصي، فالرسمي عروض فيها تنازلات بادخال المعارضة واصلاحات داخلية لحل الازمة، اما الشخصي فكما قلنا رغبته في ان يصبح رئيسا.

ولكن ماذا لو خير العراقيون بين الاثنين، انا واثق انه رغم مللهم الأكيد من الرئيس الحالي فانهم سيفضلون الاحتفاظ بصدام على القبول بعلي الكيماوي، فهم يسمون علي المجيد تهكما بعلي الكيماوي، وزير الدفاع السابق، الذي يفاخر بأنه تولى شخصيا قتل نحو 182 الف كردي عراقي، بعضهم مستخدما الاسلحة الكيماوية في الثمانينات، واستخدم الكيماوي في الحرب ضد الجنود الايرانيين لاحقا، ثم تولى عمليات القتل في الكويت اثناء احتلالها، وظهر في صور تلفزيونية وهو يركل الأسرى.

وحتى لو افترضنا ان رغبة علي الكيماوي في تسلم الحكم ليست سوى مناورة كاذبة، فانها تعكس صحة ما يشاع عن استعداد المؤسسة العراقية المدنية والعسكرية، وكذلك العائلية، لتغيير القيادة في بغداد. فالظرف الدولي الضاغط الذي سيهددهم جميعا في بغداد سيغير النظام قسرا . أيضا يجب ألا ننسى ان الرئيس استهلك علاقاته العائلية لا العامة فقط، بسبب كثرة التصفيات الدموية والخلافات المستديمة والتي استمر يحسمها بالقتل كما فعل مع زوجي ابنتيه اللذين قتلا عندما عادا من الأردن، ثم تمت تصفية اقاربهما لاحقا، وبالتالي فما يحدث يمثل فرصة مرغوبة داخل النظام نفسه لإحداث التغيير.

واذا كان هناك تغيير مقبل فلا بد ان هناك قائمة مرفوضة ستشمل بالتأكيد علي المجيد وتشمل قطعا عدي، الابن الاكبر للرئيس، الذي لا حظ له حتى في الاحتفاظ برئاسة تحرير صحيفة «بابل» التي يسوم محرريها سوم العذاب، او رئاسة منتخب العراق لكرة القدم، حيث عرف عنه سجن اللاعبين وجلدهم في كل مرة يخسرون فيها مباراة.

وماذا عن قصي، الابن الثاني؟

لا احد يدري عنه شيئا، حتى اقاربه. وسبق ان سألت سفيرا عراقيا مقربا من العائلة فأكد اهمية قصي ودوره المتعاظم، لكنه اكد لي ايضا ان لا احد، بمن في ذلك كبار الوزراء، مثل طارق عزيز، سبق لهم ان تعاملوا معه، يعرف مؤهلاته الحسنة او اعماله المشينة، انما كونه ابن الرئيس يكفي ان يجبر على السفر مع والده الى روسيا او كوبا، أو حيثما كانت وجهة العائلة.

وهناك قائمة طويلة لكبار موظفي الرئيس من عزت الدوري المريض الذي لم يكمل علاجه في سويسرا، وطه ياسين رمضان، وعبد التواب حويش، الذين غالبا سيلاحقون حتى بعد منح الرئيس الامان.