فيلم هندي!

TT

الموقف في الشرق الأوسط يشبه الفيلم الهندي الذي ـ كما نعرف ـ يتميز بطوله ووفرة المواقف الدرامية فيه والحركة والضرب واثارة العواطف وغزارة الدموع.. وقد دخل تعبير الفيلم الهندي الى لغة التعامل اليومية، فاذا حكى شخص حكاية عن حياته او عن موقف منها تتوفر فيه مزايا وعيوب الفيلم الهندي قال السامعون هذا فيلم هندي!!

والفيلم الهندي ـ كأي فيلم ـ يحتاج الى قصة.. والى سيناريست والى مخرج ويحتاج الى عديد من الممثلين، بينهم ابطال الفيلم ونجومه وبعضهم كومبارس وبعضهم ما يطلقون عليه اسم المجاميع أي هؤلاء الذين يظهرون بكثافة في مشاهد الحرب والضرب دون ان نرى احدا منهم او نتعرف عليه.

والقصة او الفيلم الذي نتحدث عنه بدأ منذ عشرين عاما تقريبا.. وقد كتب القصة قائد أم المعارك ولكنه ترك السيناريو للمتخصصين، ونحن نعرف ان افضل كتاب السيناريو يوجدون في أمريكا.. وقد حضر الأمريكان الى البلاتوه ومعهم السيناريو المكتوب وسلموه الى المخرج وهو أمريكي ايضا.. كما حصل كبار الممثلين على نسخة منه.. وقد اشترك العرب جميعا في التمثيل، بعضهم في ادوار البطولة والبعض في ادوار الكومبارس.. اما الاغلبية ـ الشعوب ـ فقد قامت بدور المجاميع التي تقتل او تسحل في ميدان المعركة دون ان نتعرف عليهم وهم عادة يحصلون على اقل الاجور.

والآن هات ورقة وقلما ووزع الادوار على الممثلين.. من منهم في دور البطولة.. ومن في دور الكومبارس ولا داعي لذكر المجاميع فهم دائما في الحرب والسلم على الهامش يعيشون على الكفاف ويموتون مجانا.

ولاحظ حضرتك ان البطل او الابطال لا يقومون بالضرورة بأعمال الخير.. فكثيرا ما يحجز المخرج اهم الابطال لأدوار الشر.. والحرب كما نعرف ليس فيها خير.

انه فيلم هندي طويل وثقيل ولا ينتهي لأنه مكون من اجزاء ولعلنا لم نشاهد حتى الآن الا الجزء او الفصل الأول والباقي يعرفه كاتب السيناريو والمخرج وكلاهما ليس أمريكياً.. فالعرب يمثلون فقط، ويقومون كالعادة بدور الكومبارس والمجاميع.. او بدور البطل الشرير.

* همس الكلام: «أول ضحية للحرب: الحقيقة»