صلاة بدون ركوع

TT

* «قفوا من أجل الركوع»، شعار حملة يقوم بها المسيحيون المحافظون في بريطانيا عبر جمعيتهم المتنفذة، «جمعية كتاب الصلاة» للدفاع عن واجب الركوع عند الصلاة. تصوروا لو أن أحداً من المسلمين دعا إلى أداء الصلاة بدون ركوع أو سجود، هذا طقس من الطقوس الإلزامية في معظم الديانات إن لم أقل كلها. ولكن بينما يسعى الأصوليون عندنا إلى إعادة كل شيء إلى ما كان عليه، تسعى الكنائس الغربية الآن إلى التخلي عن أي شيء كما كان. يأملون من وراء ذلك جر النشء الجديد إلى الإيمان وحضور العبادة في الكنائس. قرروا الاستغناء عن واجب الركوع والاكتفاء بما يسمونه «وضعية الشامبو»، الوضعية التي يتخذها المرء عندما يقوم الحلاق بغسل شعره بالشامبو، فيحني رأسه إلى الأمام. وهو ما يمكن تسميته في الواقع بصلاة الشامبو. الخطوة التالية كما يبدو لي لكسب الجيل الناشئ للعبادة هي أن يعطوا لكل متعبد قنينة شامبو يغسل بها الكاهن رأس المتعبد أثناء أدائه الصلاة.

* رفضت السلطات العراقية السماح لمراسل الـ «بي. بي. سي» الحربي جون سمبسن بزيارة العراق. الانطباع العام هو أن ذلك حصل في إطار الغيبيات التي أخذ النظام العراقي يعيش في أكنافها. سمعوا بأن الإعلاميين البريطانيين يسمون جون سمبسن بـ «محرر كابل»، لأنه بعد ساعات قليلة من دخوله العاصمة الأفغانية سقطت المدينة بيد الأمريكان. وهذا فأل نحس لا يريد النظام العراقي أن يقع فيه، ولا سيما بعد أن أطلق جون سمبسن توقعاته مؤخراً حين قال: «طالما أصبح من الواضح أن الحرب ستقع، فالأجدى بنا أن نفكر كيف يجدر أن تتم هذه الحرب»، أيمكن لأي أحد أن يعترض على قرار السلطات العراقية بمنع هذا الرجل؟

* لم يعد كثير من الناس يعبأون بمذكرات رجال السياسة، فهي على الأكثر شلة أكاذيب. ما يهتم الناس بقراءته في هذه الأيام، هو الفضائح الجنسية، وهو ما فعلته الوزيرة البريطانية السابقة ادوينا كاري. لم يعبأ أحد، ولا هي قد عبأت، بما فعلته أو لم تفعله عندما كانت وزيرة. الشيء المهم الذي جعل الجمهور يقبل على شراء كتابها، هو وصفها لعلاقاتها الجنسية مع جون ميجر رئيس الوزراء السابق. وطالما أصبح الأمر بهذا الشكل، فقد عمدت كبريات المومسات في العالم إلى نشر مذكراتهن، ففيها من الطرائف الجنسية ما يفوق أي شيء يذكره رجال أو نساء السياسة والحكم. غير أن الجمهور الغربي أخذ ايضا يمل من مذكرات العاهرات، فهي على الأكثر ترديد وإعادة لنفس الثيمة. انتقلت الموضة الآن إلى مذكرات السمسارات، أو ما يسميه الغربيون بالمدام. وهكذا صدرت مؤخراً في أمريكا مذكرات هايدي فلايس، أشهر مدام تربعت على عرش البغاء في هوليوود لسنوات قبل تقاعدها عن العمل مؤخراً.

نشرت مذكراتها مؤخراً، وكان مما أشارت إليه علاقتها بالأميرة ديانا. كلا، معاذ الله، لم اقصد أي علاقة عمل، وانما علاقة صداقة أو علاقة استشارية في شؤون الحب والغرام، فقد استشهدت المدام هايدي فلايس برسالة من الأميرة الحسناء تقول فيها: «شكراً يا هايدي، وأي فتى كان ذلك الفتى! لقد هز كيان عالمي! ديانا».

وكأي مدام تحترم قواعد المهنة، لم تذكر هايدي فلايس من كان ذلك الفتى، وماذا كانت علاقتها بالموضوع لتشكرها الأميرة على حسن صنيعها.