الزعيم الأوحد.. والمطرب الأوحد!

TT

عاشت البلاد العربية حقبة طويلة او احقابا طويلة من الزمن ترفع شعار الزعيم الاوحد.. والمطرب الاوحد.. والممثل الاوحد.. والكاتب الاوحد.. وقد انتجت هذه النظرة الاحادية او الأوحدية زعماء قادوا بلادهم وربما البلاد العربية كلها الى كوارث قد لا تفيق منها هذه البلاد قبل عشرات وربما مئات السنين.. تماما كما قادتها في مجال الثقافة والفن والطرب الى نوع واحد من التطريب يبعث على الاسترخاء والاستكانة من نوع «هاتوا لي حبيبي»، وهو شعار غنائي وسياسي ايضا.. فالشعوب التي تقودها زعامة منفردة تعتمد على هذه الزعامة في السلم والحرب.. وعادة ما تحدد هذه الزعامة اسعار الخضار والفاكهة واللحم في زمن السلم.. تماما كما تحدد خطط التسليح واستراتيجية المعارك في الحرب.. انها زعامة تعرف كل شيء.. وما دامت تعرف كل شيء فالناس تتركها تتصرف في كل شيء!!

وعندما «ينزلق» الزعيم الاوحد يستدير ليبحث عن الشعب وهو يصاب بالدهشة الشديدة لأنه لا يجد شيئا.. وينسى انه هو نفسه الذي افرغ هذا الشعب من ارادته ومن مواهبه وانه قتل في نفوس الناس رغبة المشاركة.. وفي مسرحية يوجين اوليل الشهيرة «الامبراطور جونز» يستيقظ الزعيم ذات صباح فلا يجد شعبه.. يجد الغابة فارغة من الناس.. وهو يسير كالمجنون ينادي شعبه فلا يرد احد لأنه لا احد هناك، لقد تركوا له الدنيا وما فيها ليفعل ما يشاء في الفراغ.

وفي التاريخ العالمي زعماء من هذا النوع.. ولكن تجارب الشعوب اوقفت ظاهرة الزعيم الاوحد واستبدلت أكثر من زعيم به.. فهناك زعيم لحزب المحافظين.. وزعيم في مقابله لحزب العمال تماما كزعيم الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة وزعيم الحزب الديمقراطي.. لم تعد الشعوب في الغرب تسمح بظهور الزعيم الأوحد مثل موسوليني وهتلر وستالين.

* همس الكلام:

«في الطريق الضيق.. لا يوجد أصدقاء»