المعارضة العراقية.. والمصداقية

TT

كل اطراف الأزمة العراقية يتحركون باستثناء المعارضة العراقية في الخارج التي يبدو انها منشغلة ببعضها البعض وبصراعاتها العدمية وخلافاتها التي لا تنتهي.

لا احد يسمع صوت المعارضة العراقية في الخارج رغم انها طرف اساسي، او يفترض ان تكون كذلك. وحتى الجهد الاعلامي لأطراف المعارضة غائب، والنقاش حول تقاسم المقاعد في المؤتمرات، وتقاسم «كعكة» الحكم في بغداد بعد سقوط الطاغية هو النقاش اليتيم الدائر بين اطراف المعارضة.

هل يعقل ان تكون الخلافات الشخصية والصراعات الحزبية والانقسامات الطائفية والعرقية اهم من تحرير البلد والمشاركة في التغيير؟ وهل يمكن لأحد ان يقنعنا لماذا لم تقم مظاهرة واحدة كبيرة في احدى العواصم التي تسمح بالتظاهر ورغم وجود عشرات الآلاف من المعارضين لنظام بغداد في كل عاصمة اوروبية؟ هل من عاقل يقنعنا بجدوى الاكتفاء بالصمت وانتظار المجهول وترك ازمة مستقبل العراق للآخرين والاكتفاء بالخلافات والصراعات؟

كلما تقرر عقد اجتماع لاطراف المعارضة تغير الموعد، وكلما تحدد موعد جديد الغي الاجتماع لأسباب واهية على رأسها قضية نسب تمثيل هذا الطرف او ذاك.

في اللحظات التاريخية ترتقي طليعة المجتمع الى مستوى التحدي، ويكون انكار الذات وتغليب المصالح العامة على المصالح الشخصية والحزبية هو عنوان اي عمل ناجح، وعندما تتعرض امة لمثل ما يتعرض له شعب العراق من اذلال وتشريد وقتل فان الناس بحكم الدفاع عن النفس تنسى خلافاتها وأزماتها الداخلية وتكون مهمتها حماية شعبها واهلها. ونقول بصراحة اذا لم يستطع قمع نظام صدام حسين ان يوحد المعارضة او على الاقل ان يجعلها تتفق على الحد الادنى من الاتفاق، فان وضع المعارضة بعد سقوط النظام سيكون مزرياً وسيئاً، وكل خوفنا ان تنتقل هذه الخلافات والصراعات الى الداخل في وقت شبع فيه العراقيون من القتل والخلاف الى حد التخمة، ومن حقهم ان يحلموا بالهدوء والاستقرار والتنمية وان يربوا اطفالهم في اجواء من التسامح والحرية، وان يعيدوا بناء بيوتهم ووطنهم في ظروف السلام والاستقرار.

من منطلق المحبة، ومن منطلق ما يجمعنا بأطراف المعارضة العراقية في الخارج نقول ان مصداقية المعارضة بدأت تتآكل، وان الناس لا تحتمل مزيداً من التشرذم والخلافات، وان صوت المعارضة يجب ان يرتفع في ظرف دقيق وحساس.