لعبة الأسرار!

TT

فتاة صغيرة ساذجة تتصل برئيس التحرير.. انها مجنونة به، معجبة بما يكتب، تحتفظ بصورته بجوار فراشها، ورئيس التحرير يبادلها الحب، ويسكب في اذنيها كل يوم عبارات الحب والغرام، ويقودها ببراعة في الطريق اليه.

عامل التليفون «السويتش» يستمع بالصدفة الى احدى هذه المحادثات اليومية، وهو اب يشعر بالألم وهو يرى العذراء الصغيرة تنقاد الى وكر الثعلب، فهو يعرف رئيس التحرير ويعرف علاقاته المتعددة التي يسير فيها بمهارة سائق مدرب في شارع مزدحم.. والفتاة الصغيرة تكاد تسقط.. وعامل السويتش يعرف مصيرها كما يعرف مصير غيرها من قبل.. فهل يقول للفتاة الحقيقة؟! هل يتدخل لانقاذها من براثن رئيس التحرير المخادع؟

هذا ملخص لقصة «سر المهنة» التي كتبها الراحل احسان عبد القدوس وكانت موضع نقاش متصل حول سر المهنة ومتى يجب ان يصان ومتى يستحق ان يخالف.

وكل مهنة لها سر.. فالطبيب يجب ان يحافظ على اسرار مرضاه، والمحامي يجب ان يحافظ على اسرار زبائنه.. والصحفي يجب ان يحمي مصادره ولكن الى اي مدى يجب ان تظل الاسرار مصونة ومحمية.. هل تظل كذلك اذا عرضت الآخرين للخطر؟

امام المحاكم الاميركية قضية من قضايا سر المهنة.. فقد رفعت زوجة اميركية الدعوى على طبيب العائلة.. ذلك ان هذا الطبيب اخفى عنها ان زوجها مصاب با رضخز، وهكذا اصيبت بالمرض اللعين.. وقد رفعت قضية تعويض بالملايين على الطبيب لانه اخفى عنها سراً كان يجب ان تعلمه وان يحميها من الاصابة بالمرض القاتل.. وستكون القضية صراعا بين كبار المحامين، فريق يؤيد الاحتفاظ بسر المهنة في جميع الاحوال، وفريق يرى ان سر المهنة يجب الا يعرض الاخرين للخطر.. والواقع ان المسألة دقيقة وتحتاج الى إعمال الفكر في مدى الضرر الذي تحدثه اذاعة اسرار المهنة ومدى الضرر الذي تحدثه عدم اذاعتها.

انني مثلك افكر ولم اصل الى قرار وعندما استقر على رأي سوف اعلن رأيي.. فما رأيك؟

همس الكلام:

«لن تغفر المرأة لانسان يقول :انها على خطأ»