أزمة نفوس.. لا أزمة نصوص!

TT

انشق العالم العربي الى معسكرين في 1990 اثناء مؤتمر قمة القاهرة، ولا نريد ان تتكرر المأساة مرة اخرى في مؤتمر شرم الشيخ!!

اصبحت القمة العربية المقترحة كالجمرة التي تتقاذفها الايدي. ولان هناك شيئا في القلوب يختلف عما في الالسن، ولان المشكلة اصبحت مشكلة نفوس وليست مشكلة نصوص، فان عدم انعقاد القمة سيكون افضل من عقدها، وليتحمل كل طرف مسؤوليته.

عندما اعلن الرئيس مبارك فكرة عقد قمة طارئة كان يفترض ان يسمع الشكر والتقدير على اهتمام مصر بالموقف ولكنه سمع عكس ذلك، بل ان مسؤولا عربيا اعتبر القمة المقترحة وفي تصريح رسمي «مؤامرة اميركية لتبرير العدوان».

مصر ومعها عدد من الدول العربية تستعجل القمة الطارئة لبحث الحالة العراقية، ولكن المفاجأة ان العراق، وهو المعني بالامر، يريد تأجيلها ولحقته سورية. وهكذا اصبح العراق، ومؤيدوه، ضد قمة طارئة، والعرب الاخرون الحريصون على تجنيب العراق اية مشكلات اصبحوا في وضع محرج.

العراق يتحدث عن منتصف الشهر القادم لعقد القمة، ومن يستمع الى حديث المسؤولين العراقيين يصل الى نتيجة حتمية بان السلطة في العراق لا تعرف حجم الحشد العسكري على الارض، وتقع في مغامرة غير محسوبة النتائج اذا اعتقدت ان الحسم العسكري بعيد، او ان التطورات في مجلس الامن ومظاهرات الشوارع يمكن ان تؤجل القرار.

اعتقد ان المخرج المناسب للموقف هو الموافقة على الاقتراح السوري ـ العراقي ـ اليمني لتأجيل القمة حتى منتصف الشهرالقادم، فهذا القرار سيمنع المزايدين ورافعي الشعارات في بغداد وخارج بغداد عن الاستمرار في خداع انفسهم وخداع الاخرين. واعتقد ان قرارا بتأجيل القمة الى منتصف الشهر القادم سيعني ان القمة لن تنعقد، لان تطورات الموقف ستكون اسرع مما يعتقده الكثيرون، ولكن المهم ألا ينجح النظام العراقي ومن يدفعون به من العرب الى تحويل الحريصين على العراق الى متهمين وتحويل المزايدين ورافعي الشعارات الى اصحاب قضية، وقد اثبتت تطورات الاسابيع الماضية وعلى رأسها اجتماع وزراء الخارجية العرب الاخير ان عقد اية قمة وتحت اي مسمى سيعني اعلان نعي لما نسميه النظام العربي.