من أحداث الأسبوع

TT

* لقد ضاعت الشهامة في هذه الايام. السبب هو اننا لم نعد نتدخل في مخانقة ونفك بين المتعاركين حتى نعض على اصابعنا ونندم على ما فعلنا. هذا اذا توفقنا الى ذلك. فعلى الغالب يكون أحد المتعاركين هو الذي يعض اصابعنا ويقطع واحدا او اثنين منها ويفقدنا القدرة على الكتابة، وهو شيء محمود في العالم العربي. ياما وياما، رجال تطوعوا لانقاذ شرف امرأة من الاغتصاب وانتهوا بالزواج بها وندموا على سوء عملهم. حصل قبل ايام شيء مشابه لألستر كامبل مسؤول العلاقات العامة لرئيس الحكومة البريطانية. صادف عصبة من الاشقياء يهاجمون رجلا في غابة همستد، فتطوع ودخل بينهم حتى شردهم وانقذ الضحية من عدوانهم. نهض الرجل من الارض، نفض التراب عن ملابسه ومسح الدم المتصبب من انفه ثم نظر في وجه المستر كامبل وقال: «أنت المستر كامبل؟ مستشار توني بلير؟ صحيح والا أنا غلطان؟» اجابه قائلا «نعم أنا هو». نظر الرجل في وجهه مرة ثانية وقال: «يلعن أبوك وأبو توني بلير!».

* «أمن الناصرة يأتي نبي؟» قال اليهود عندما سمعوا بظهور المسيح. تذكرت ذلك عندما سمعت بأن فتاة عراقية ستقدم في قاعة الملكة اليزابيث حفلة اوبراتية تشمل أغاني من الباروك ومقتطفات من الاوبرات الايطالية. قلت لنفسي مغنية اوبرا تأتي من بغداد؟ ولكن هذا ما فعلته انعام ولي. هربت مؤخرا مع من هربوا من فناني وفنانات العراق واستقرت في ألمانيا، بلد باخ وفاغنر وبتهوفن، وراحت تمارس مهنتها الغنائية الاوبراتية. عزمت على احياء هذه الحفلة ضمن حملة السلام من اجل العراق فجاءت بموسيقيين يشاركونها العزف من العراق وألمانيا واليابان ومصر وأمريكا والأردن. تضامن عالمي من اجل السلام في اطار الفن. ذهبت مشتاقا لسماعها يوم السبت الماضي، ويا للخيبة، الغيت الحفلة. السبب لم تحصل انعام ولي على سمة الدخول لبريطانيا. ربما تصوروها ارهابية مدسوسة من صدام حسين. سمع غناءها فتصوره نوعا من الارهاب.

* اذا اعتبرنا الاوبرا نوعا من الارهاب، فهل نعتبر فن الرسام الايطالي تشيان نوعا من الخلاعة؟ اثير هذا الموضوع هذا الاسبوع بعد افتتاح معرضه العالمي «تشيان، عبقري أم مصور فوتوغرافي؟» لا شك ان المقصود بذلك: «عبقري أم مصور خلاعي؟»، فمن بين اللوحات المعروضة لوحة «فينوس مدينة اربينو»، تصور احدى نساء اربينو مستلقية عارية ويدها ممتدة الى عورتها. هل هي خلاعة ام براعة؟ بعد تجولي في المعرض التقيت بنفس هذه السيدة في لوحات اخرى وقد اصبحت امرأة مستورة لا تكشف عن جسمها بأكثر من وجهها، وهو ما يعتبر حلالا لا إثم فيه عند الفقهاء. ولكني لاحظت الصبيان والصبايا من زوار المعرض يفلتون من أيدي ذويهم ليهرعوا ويتجمهروا ويبحلقوا في لوحة «فينوس اربينو» تاركين بقية اللوحات لآبائهم.