لا تفقد حماستك!

TT

جميعنا يحفظ عن ظهر قلب القول المأثور «لا تؤجل عمل اليوم الى الغد» لكن معظمنا يجد نفسه وقد ارتكب خطأ تأجيل عمل اليوم الى الغد، وربما الى بعد الغد، فهل الكسل هو الذي يدفعنا الى ارتكاب هذا الخطأ، ام انه افتقاد الدافع والحافز هو الذي يزين للواحد منا ان الدنيا لن تتوقف اذا تأجل عملنا الى ما بعد اليوم.

تقول الدكتورة ليندا سابادين مؤلفة كتاب «لقد حان الوقت» ان الشخص الذي لديه هواية تأجيل مهام اليوم الى الغد ليس كسولا، بل على العكس يمتلك الكثير من الطاقة والعديد من الآمال والاهداف ولديه الكثير من الخطط، ولذلك فهو يتباطأ عند كل بداية لمهمة وقبل كل نهاية لمشروع كان قد بدأه، ربما لانه يريد دائما الكمال في العمل الذي يقوم به.

من ناحية اخرى قد تكون هواية تأجيل عمل اليوم الى الغد نابعة من عدم تقبل المرء للتغيير ومن رغبته ـ سواء بوعي منه او بغير وعي ـ في تجنب انهاء المهمة التي بدأها وقطع شوطا طويلا بصحبتها بسبب خوفه من مغادرة منطقة الراحة التي خلقها بداخله شعوره بالاعتياد على المهمة التي يقوم بها.

لكن للاسف فان عادة تأجيل عمل اليوم دائما تصيب الانسان بالشعور بالاحباط لانه بتأجيل واحدة من مهامه فانه بالقطع لن ينجز بقية المهام التي في قائمة مسؤولياته، بالاضافة الى شعوره، بالاسف لانه لم ينجز مهامه في الوقت المحدد لها، وما سوف ينجم عن ذلك من نقص حاد في ثقة الانسان بنفسه، واسوأ من ذلك فان عادة تأجيل عمل اليوم قد تتسبب في نشوء نوع من القلق الذي يفقد الانسان متعته في الحياة.

يمكن التخلص من هذه العادة السيئة ـ عادة تأجيل عمل اليوم ـ عن طريق وضع خطة عمل مفادها ان يقوم كل يوم بأداء عمل كان يؤجله دائما، واذا كان ذلك العمل يتطلب وقتا لانجازه فبامكانه تقسيمه على ايام بحيث يضع لكل جزء من العمل وقتا محددا للبدء فيه ولاتمامه.

الملاحظ ان الكثيرين الذين اعتادوا تأجيل عمل اليوم يقومون بشكل يومي بتدوين قائمة الاعمال المطلوب انجازها، وللاسف فان قائمة مثل هذه، كما تقول الدكتورة سابادين قد تكون محبطة للانسان، ولذلك يمكن الاستعاضة عن هذه القائمة الطويلة بجدول يومي يحتوي على ثلاث او خمس مهام يمكن انجازها، مع تحديد وقت للقيام بالمهمة، وعند الشعور بعدم الحماس للبدء في مهمة، عليه ان يأخذ وقتا للراحة ثم يعود مرة اخرى الى العمل بحماس اكبر.. المهم الحماسة.. وكما يقول برنارد شو، ان الرجل الذي لم يفقد حماسته لم يفقد شيئا!