كفى سفكا للدماء ولنتوجه للسلام

TT

الشعور الذي انتابني عندما سمعت بعملية تفجير الحافلة في حيفا، وعندما رأيت مشهد نزيف الدماء كان شعورا بالقرف.

وكذلك كان شعوري عندما سمعت ورأيت قتل المدنيين في جباليا. انه القرف من تجار الحروب والدم، سواء كانوا يحكمون في اسرائيل، او منظمات خارجة عن القانون في الطرف الفلسطيني.

كفى متاجرة بدماء البشر، دماء الاسرائيليين والفلسطينيين. وكفى تحطيما وتدميرا لمستقبل الاجيال الاسرائيلية والفلسطينية المقبلة.

لقد آن الاوان للرأي العام (غالبية الاسرائيليين والفلسطينيين) ان يتحركوا لوضع حد لتجار الحروب ومتاجرتهم بدماء الابرياء واملاكهم ومصالحهم الاقتصادية ولقمة عيشهم وحقوقهم كبشر. يجب ان نعمل سويا لوضع حد لهذا. ان هؤلاء التجار الذين يطرحون دماءنا في بورصة عقولهم الدموية والمجرمة ويستخدمون اسلحة الدمار والموت لتحقيق مآرب لا تمت للسلام بصلة، لا بل تستهدف قتل السلام، يستحقون محاكمة عادلة كونهم مجرمي حرب ومرتكبي جرائم ضد الانسانية.

ان ابناء الاسرائيليين الذين يستدعون للخدمة العسكرية يتحولون الى خدام وحراس لمستوطنين جاءوا من بروكلين ليسرقوا ارض الفلسطينيين ويقيموا عليها بيوتا غير شرعية ويسرقوا ماء الشرب من الفلسطينيين ليتمتعوا بحمامات السباحة التي يدفع المواطنون ثمنها، ويتمتعوا بالاعفاءات في الوقت الذي يدفع المواطن الاسرائيلي ضرائب اضافية. انهم يتمتعون بثمن دماء الجنود الذين يقتلون، وكذلك في الجانب الفلسطيني يتمتع تجار الحروب بثمن دماء الشباب الذين تزهق ارواحهم بالطريق الخطأ والاسلوب المرفوض.

اقول مرة اخرى لكل الاسرائيليين اما آن الاوان ليستوعب الجميع ان الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية غير شرعي وان الفلسطينيين يريدون حريتهم واستقلالهم على ارضهم.

وان ارسال الجيوش والدبابات والطائرات لضرب الفلسطينيين لن يفرض عليهم خيار القبول بالاحتلال.

واقول مرة اخرى للمتطرفين (وهم قلة) في الجانب الفلسطيني: اما آن الاوان لتعترفوا بالواقع وتناضلوا من اجل اقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ادعو الاسرائيليين والفلسطينيين للعمل معا من اجل اقامة السلام الدائم بينهما والتعاون لما فيه مصلحتهما ومصلحة الاجيال المقبلة.

والامر بكل وضوح وبساطة وبدون تعقيد هو دعم الحل السياسي الذي ينص على الاعتراف المتبادل والتعاون بين دولتين على ارض فلسطين التاريخية، دولة اسرائيل ودولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على الارض التي احتلتها اسرائيل عام 1967.

وانهي بالقول ان خيار الحرية والاستقلال ورفض الاحتلال ومقاومته هو الخيار الوحيد امام الفلسطينيين والسبيل اليه سهل ان تعاون الشعبان على اساس هذا الاعتراف المتبادل في الحقوق والواجبات.

كفى سفك دماء .. ولنتوجه للسلام.

* أحد مستشاري الرئيس عرفات