براءة الطماطم!

TT

ثمرة الطماطم التي لها فوائد كثيرة لصحة الانسان وينصح خبراء العلاج بالتغذية بتناولها، والتي لا يخلو منها طبق السلاطة ومختلف انواع الاطعمة في المطبخ الشرقي والغربي، ثمرة الطماطم هذه كان الأميركيون حتى الربع الاول من القرن التاسع عشر يعتقدون خطأ انها تسبب التسمم للانسان، لذلك كان الاميركيون الأوائل قد حرموا اكلها وكانوا يكتفون فقط بزراعتها في احواض الزهور لجمال لونها الاحمر القاني بعد ان اطلقوا عليها اسم تفاحة الحب، حيث جاء اسم تفاحة من لون ثمرة الطماطم التي تشبه لون ثمرة التفاح، وجاء اسم الحب من اعتقاد الاميركيين في ذلك الوقت ان ثمرة الطماطم قاتلة ومن اعتقادهم ايضاً بأن من الحب ما قتل.

اول من تنبه الى عدم صدق الاعتقاد الاميركي بأن ثمرة الطماطم قاتلة وتسبب التسمم للانسان عند اكلها هو الرئيس الثالث للولايات المتحدة توماس جيفرسون (1743 ـ 1826) عندما زار فرنسا في عام 1782 واصيب هناك بدهشة بالغة عندما رأى الفرنسيين يتناولون كميات كبيرة من ثمار الطماطم دون ان يصاب احدهم بالتسمم، وبعد اقتناع الرئيس الاميركي جيفرسون بأن الطماطم ليست ثمرة سامة نقل هذه الحقيقة الى بلاده والى الشعب الاميركي.

ومع ذلك ظل الاميركيون على عنادهم وعلى اعتقادهم الخاطئ بأن ثمرة الطماطم سامة وقاتلة فيما عدا الاعداد القليلة التي كانت تستخدم ثمرة الطماطم بحذر شديد الى ان وقعت الحادثة التي اكدت لهم صدق ما قاله لهم الرئيس جيفرسون والتي اقنعتهم تماماً بأن ثمرة الطماطم بريئة من تهمة شروعها في قتل الانسان الذي يتناولها. حدث ذلك عندما اصدر احد القضاة في ولاية نيوجيرسي الاميركية على احد العمال الاميركيين حكماً بغرامة مالية كبيرة لخطأ ارتكبه، وعندئذ خرج هذا العامل الاميركي الغاضب من قسوة الحكم الذي وقع عليه الى الباب الخارجي للمحكمة واشترى قفصاً كبيراً من ثمار الطماطم وراح يلتهم منه ثمرة بعد ثمرة وبدون توقف قاصداً من ذلك بالطبع الانتحار احتجاجاً على حكم المحكمة الظالم على حد اعتقاده.

ومع كل ثمرة طماطم جديدة يتناولها العامل الاميركي على باب المحكمة كان يتجمع الناس من حوله لمعرفة المصير الذي ينتظر العامل ولمشاهدة التجربة الحية التي ستؤكد لهم ما اذا كانت ثمرة الطماطم سامة او غير سامة، لكن الذي اسفرت عنه محاولة الانتحار او التجربة العملية الحية على الانسان هو ان العامل ظل في صحة طيبة بالرغم من التهامه قفصاً مملوءاً بثمار الطماطم، وهو ان ثمرة الطماطم ليست ثمرة سامة.

منذ ذلك اليوم في عام 1820 الذي حدثت فيه هذه الحادثة امام باب احدى المحاكم الاميركية، والاميركيون على قناعة تامة ببراءة ثمرة الطماطم المتهمة بتهمة الشروع في قتل الانسان. وهكذا انتقلت ثمار الطماطم من احواض الزهور حيث كان يطلق عليها اسم تفاحة الحب السامة الى احواض الخضروات الى جوار ثمار الخيار والجزر والبصل والبقدونس والجرجير التي لا غنى عنها لطبق السلاطة الشهير الذي من المستحب وجوده على رأس اي وجبة طعام.