الأخبار الطيبة!

TT

رغم ان مهنة الصحافة هي مهنة البحث عن المتاعب.. اي متاعب الاخرين والكتابة عنها، فان اخبار الخير تشدني كما تشدني اخبار الشر والجريمة.. بل هي تستدعي احساسي بان الدنيا بخير او على الاقل ما زال فيها بعض ذوي القلوب الطيبة.

ومنذ شهور كتبت عن صاحب شركة امريكي قرر ان يصفي اعماله ويتقاعد وقرر ان يوزع بعض ما كسب في سنواته الطويلة على موظفيه وعماله تقديرا لما بذلوه من جهد في جمع ثرواته.

وقد ارسل لي قارئ كريم يحييني على نشري هذا الخبر والاهتمام به والاحتفاء باخبار الناس الطيبين والخيرين، بعد ان استولت اخبار اللصوص والمرتشين والقتلة على اهتمام الصحف والصحافيين.

وقد اسعدتني رسالة القارئ، ونشرتها ووعدته بان اتابع الاخبار الطيبة واحتفي بها تشجيعا لأصحابها من جهة واغراء لغيرهم بأن يكونوا مثلهم.

واخيرا نشرت الصحف الامركية خبر المليونير ورجل الاعمال تشارلز باتشر الذي قرر التقاعد بعد حياة حافلة بالعمل والنجاح، وقضاء الباقي من عمره في رحلة طويلة يعوض بها سنوات الكفاح المتصل والتعب المتوالي.. وقد قرر المليونير الكريم ان يوزع ثروته كلها ـ وليس بعضها ـ على الذين عملوا معه وعددهم 325 موظفا وعاملا.. وقام الرجل بتوزيع 18 مليون دولار عليهم فنال كل منهم 385 الف من الدولارات.. وقد ساوى هذا الرجل المدهش بين الجميع لا فارق بين عامل وموظف وبين خفير ومدير.

وتقول زوجة باتشر انها ناقشت الفكرة مع زوجها واتفقا انهما لا يستحقان اكثر مما يستحق غيرهما في هذه الثروة.. وان ما بقي لهما من سنوات الحياة قليل ويكفيهما ما سيحصلان عليه.

جميل ان يكون في الدنيا رجال من امثال تشارلز باتشر يجعلون للحياة طعما ويؤكدون ان قيمة المال ليست في اكتنازه ولكن في انفاقه خاصة في عمل الخير.

ان 325 موظفا صغيرا وكبيرا يتمتعون الآن بحياة طيبة نتيجة قرار رجل محترم.. نرجو ألا يكون اخر الرجال المحترمين.. واهدي هذه السطور للقارئ الكريم الذي شجعني على نشر اخبار الخير.