ما هو مقياس الإجرام؟

TT

كل انسان له وطن يفتخر بوطنيته ولانتمائه لذلك الوطن على الاقل اكثر الناس يفعلون ويفتخرون الا باستثناء الذين واجهوا ظلما يتعدى كل معايير الظلم الذي يمكن لأي انسان ان يتحمله، فبذلك ربما كرهوا اوطانهم وسئموا منها واستبدلوا الاوطان بأوطان اخرى ولكن بين الحين والحين يعود اليهم ذلك الحنين القديم.

هناك نوع آخر وهم قلة ولا تكاد تذكر يكرهون اوطانهم بلا سبب وجيه ولا أرى اي سبب يكون وجيها لمثل ذلك الشعور واعتقد ان مثلهم يعاني من خلة او ما يشابهها. كثير من الشعوب عانت من الذل والظلم والتعذيب والتجويع والقتل وامور كثيرة تفوق تحمل الانسان. ومن تلك الشعوب بل على رأسها الشعب العراقي ذلك الشعب الذي عندما بدأت الحرب الظالمة تصب جام غضبها عليه لاحتلاله بدعوى تحريره اخذ ابناؤه يتوافدون عليه من كل فج وصوب ليدافعوا عنه او يموتوا على ارضه مع انهم قد قاسوا الامرين من حكامه واضطروا الى ان يهجروه او بالاصح يهربوا منه كأنهم هم المجرمون ولكن عند حاجة ارضهم اليهم عادوا للدفاع عنها وليس عن حكامها، هؤلاء حقا هم الرجال بكل معنى الكلمة. رأينا على شاشات الفضائيات شيوخا هرمين يحملون اسلحتهم للدفاع عن ارضهم ونساء صغارا وكبارا ولا زال في مخيلتي تلك المرأة العراقية التي شارفت حسب تقديري على العقد السابع من عمرها على الاقل تحمل سلاحا لتقتل من يعتدي عليها بهذا العدوان الغاشم او تموت دون حماها. واسأل الله ان يحميها هي ومثيلاتها وامثالها ويكتب لهم النصر.

لست مؤيدا لصدام حسين ولا اريد ان اتطرق لتاريخه. فالناس كلهم يعلمون ما قد فعل ولكن حاكم ظالم من اهلي اهون علي من محتل يأخذ خيرات بلدي ويحتلني ويحكمني لكي يقوي اقتصاده ويهلكنا.

تحركت امريكا بجيشها الجرار لتنقذ الشعب العراقي من صدام حسين كما تزعم، وحشدت الاساطيل البرية والبحرية والجوية وانواع الاسلحة المصرحة على حد زعمها والمحرمة في اعتقادي واخذت تبيد المدنيين العزل، لماذا لأجل تحريرهم نعم تحررهم من الحياة الدنيا وليس من (صدام حسين).

ويتبججون حين لاقوا المقاومة وعندما قتل منهم افراد قلائل يظهر على شاشات التلفزة وزير دفاعهم والناطق الرسمي للقوات الامريكية ليقولوا «العراقيون الذين يدافعون عن وطنهم مجرمون». بالحرف الواحد يقولون هذا اجرام عراقي هل كانوا يظنون ان يفتح كل عراقي صدره لطلقاتهم حتى يرضيهم. العراقيون بدفاعهم مجرمون والامريكان باعتدائهم نصراء الانسانية ومحررو الشعوب هل الدنيا تسير «بالمقلوب».

اين امريكا من الصهاينة المحتلين لفلسطين لماذا لم يفكروا في تحرير شعب فلسطين الم يروا فعل شارون ومن سبقه؟ الجواب هو نعم ولكن ما يرونه حائز اعجابهم. فمصلحتهم مع اليهود مشتركة وهذا واضح في جميع تصرفاتهم وافعالهم.

طريقة ارضائهم هي ان نستسلم لهم ونجعلهم يقتلوننا ويسلبوننا ويحكموننا.

كم هم جاهلون ان كان هذ ظنهم فهم لا يعرفون العرب فأوطاننا هي اعراضنا ولن نسمح لاحد منهم او غيرهم بتدنيس ترابها.

اسأل الله ان ينصر العراق وشعبه بنصر من عنده قريب وان يرد المعتدين خائبين ويخلص العراق من صدام حسين وحزبه وعصبته ويهب لهم حاكما عادلا منهم ويجعل ارض الرافدين فخرا للعروبة كما كانت وان شاء الله تكون.