تحركات ممكنة ومطلوبة

TT

هناك تحركات دولية تواكب المعارك الضارية الجارية في العراق، لا بد من ان توضع تحت الضوء لتراقب وتدرس بجدية لكي يكون اي تحرك عربي منسجما ومكملا ومصححا لأي تحرك سياسي رسمي محتمل. التحرك الاول هو الاجتماع الثلاثي المرتقب غدا في باريس بين وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وروسيا لبحث الموقف من تطورات الحرب في العراق. التحرك الثاني هو الاجتماع التالي الذي سيعقد في بروكسل بعد ايام بين كولن باول وزير الخارجية الاميركي ووزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي. والتحرك الثالث هو الدعوة السعودية والمصرية والروسية والصينية ومن الفاتيكان لوقف اطلاق النار في العراق. والمهم في هذه التحركات انها تكسر جدار الجمود الذي رافق الايام الاربعة عشر الاولى للحرب. وكسر الجمود ضروري دائما في السياسة، لا بل هو مهمتها الاولى. ولا بد ان يكون واضحا هنا بدقة، ان الذين يتحركون لكسر هذا الجمود لا يلتقون على موقف سياسي واحد، فبينهم فروقات صغيرة او كبيرة، ولكنها هي بالضبط ما يجب ان يحرك السياسة لكي تصبح فاعلة ولو بعد حين.

ان بعض الاتجاهات الدولية تريد وقف الحرب ووقف القتال، لكي تكون هناك فسحة للبحث عن حل سياسي يوقف حالة التفجر العالمية المقبلة اذا استمرت الحرب وساد النهج الاميركي المتفرد: وهناك اتجاهات دولية اخرى (فرنسا بشكل خاص) ترى ان طرح هذا الشعار الآن امر مبكر، وقد يزيد في انقسامات مجلس الامن بدلا من تقليصها. ولذلك تبرز هنا حاجة الى مداولات خارج مجلس الامن، تسبق اي تفكير بدعوة لانعقاد مجلس الامن.. مداولات مكثفة تجري بين الدول، بين الدول العربية اولا، وبين الدول العربية ودول العالم الاخرى، وبين الدول العربية وجيراننا في المنطقة من تركيا الى ايران، لعل هذه المداولات تستطيع ان تصل الى نقطة التوازن التي توجد مخرجا من أتون الحرب المندلعة، والتي تهدد بحرائق تمتد من العراق الى جواره.