المهم التنفيذ

TT

أيا كانت الاسباب المباشرة او الحقيقية وراء قمة بوش ـ بلير في العاصمة الايرلندية، فان التصريحات التي ادليا بها في المؤتمر الصحافي، اثر الاجتماع، لاقت ترحيبا في الاوساط الدولية. فبعد المخاوف التي ابدتها بعض العواصم الاوروبية والعربية بشأن تصريحات بعض المقربين من البيت الابيض عن مشاريع حكم العراق بعد صدام حسين بواسطة عسكريين اميركيين وبريطانيين واستبعاد اي دور للأمم المتحدة، جاءت تصريحات الرئيسين بوش وبلير مبددة هذه المخاوف، في تأكيدها على ان العراقيين هم اصحاب الحق والقدرة على حكم بلادهم وان القيادات العسكرية الاميركية والبريطانية سوف تساعدهم على اقامة هذا الحكم الوطني، بعد انتهاء المعارك، وان الأمم المتحدة ومنظماتها سيكون لها دور كبير وفعال في مساعدة الشعب والحكم العراقيين على اعادة بناء العراق ومؤسساته. ولم ينس الرئيسان الاميركي والبريطاني القضية الفلسطينية التي وعدا بالعمل على معالجتها وفقا لـ«خريطة الطريق» التي تكرس قيام دولة فلسطينية الى جوار دولة اسرائيل.

ان هذه التصريحات الايجابية تشكل موقفا مفاجئا نوعا ما لا سيما من قبل واشنطن والبيت الابيض. قد يكون وراء هذا الموقف، كما قيل، نجاح رئيس الوزراء البريطاني في اقناع الرئيس بوش بها، او قد تكون المعارضة الدولية لانفراد الولايات المتحدة في حكم العراق عسكريا واعادة إعماره اقتصاديا هي السبب. ليس هذا بمهم، بل المهم هو ان تقترن هذه التصريحات والوعود بالتنفيذ. وليس افضل لواشنطن لكسب تعاطف العالم معها في حربها على الارهاب، من ان تنفذ هذه الوعود وتكذب ما نسب وينسب الى ادارتها من اهداف وغايات تتعدى تحرير العراق من حكم خطر عليها وعلى السلام في المنطقة، الى بسط هيمنتها عليها.