مهمة عمرو موسى

TT

متى يتصرف عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية باعتباره امينا عاما للجامعة؟ امامه مهمة اخرى غير التصريحات التحريضية، ولديه مهمة ادارة الصراع بعيدا عن الشعارات والمزايدات التي اوصلتنا الى ما نحن عليه الان من اوضاع مأساوية. كان دور الامين العام للجامعة سلبيا ومنحازا اثناء اجتماعات مجلس الجامعة، وكان يحاول جاهدا منع مبادرة الشيخ زايد السلمية، ودخل طرفا في محور صغير داخل اجتماعات الجامعة ادى الى اصدار بيان ختامي بدون لجنة صياغة وبدون موافقة عدد من الدول العربية.

وعندما بدأت الحرب في العراق اعتقدنا انه سيطرح الطرح المسؤول عن ضرورة الاسراع بوقف هذه الحرب، وتكثيف الطرق الدبلوماسية، فوجدناه يتصرف مثل زعيم اي حزب من هذه الاحزاب المنغلقة من عقالها فراح يطالب بالمقاومة ويحث على مقاومة الغزاة في العراق وهو يعرف اكثر من غيره انها حرب ليست متكافئة وان نتيجتها محسوبة، وان المقاومة فيها ربما تؤدي الى مزيد من اراقة الدماء، وخاصة ان العراقيين ـ كما كنا نقول طيلة الحرب ـ لن يقاتلوا تحت راية قاتليهم وسارقي خبزتهم.

والان وبعد الازمة الحالية بين الولايات المتحدة وسورية يعود الامين العام للحديث التحريضي الذي لا يتفق مع دوره ومسؤولياته، فهو يقول ان سورية ليست خائفة من التهديدات الاميركية ويطلب من العرب ألا يخافوا، وهو كلام يدخل ضمن مزايدات المزايدين، فسورية يجب ان تقلق، والقلق هنا يعني الحذر والتصرف بحكمة ومواجهة الازمة الحالية بالوسائل السياسية والدبلوماسية، وليست المسألة شجاعة او خوفا، فالسياسة الاقليمية والدولية لا تحددها هذه المفاهيم المجردة بل يحددها السلوك السياسي، وليت عمرو موسى يترك السوريين يتصرفون بأزمتهم التي يعرفونها جيدا، وليته استمع وأصغى الى وزير الخارجية المصري احمد ماهرالذي تحدث بعد لقائه بوزير الخارجية السوري بمنطق رجل الدولة الذي يعرف ان مهمته حل المشكلات وايجاد الآليات والوسائل للتفاهم وليس التحريض والكلام الانشائي، فهذه مهمة اصحاب الشعارات والمزايدات الذين دفعنا بسببهم ثمنا باهظا، ويكفي هذه الامة ما عانته مع احترامنا وتقديرنا لعمرو موسى.