التنسيق العربي ضرورة

TT

استقبل الرأي العام العربي بارتياح الاجتماعات التي شهدتها الرياض، والجولة التي قام بها الرئيس المصري حسني مبارك على بعض العواصم العربية، لا سيما انها جاءت بعد سقوط النظام العراقي وما نشأ عنه من اوضاع في العراق ومن مواقف اقليمية ودولية.

هذه اللقاءات جاءت تلبية لحاجة الدول العربية الى تنسيق سياساتها ومواقفها من نتائج وتداعيات الحدث الضخم الذي شهدته المنطقة. وهي نتائج وتداعيات يتفق الجميع على اعتبارها خطيرة ومؤدية الى تحولات مهمة في المستقبلين القريب والبعيد.

يبدو مصير العراق اليوم، موضع جدل ومرشحا للارتسام بأشكال عدة. واذا كان للولايات المتحدة دورها في توجيه الشعب العراقي نحو صيغة جديدة لحكم نفسه، فإن المساعدة العربية للعراقيين واجبة حتى يكون خيارهم هو الافضل بالنسبة لهم ولوطنهم وللأمة العربية.

وكذلك الحال بالنسبة للمرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية، فان الدول العربية مدعوة لتقديم ما تستطيع تقديمه لمساعدة الفلسطينيين على اجتياز هذه المرحلة. وكل ذلك يتطلب تنسيقا دائما بين العواصم العربية، ولا سيما المجاورة للعراق ولفلسطين. ان وجود جامعة للدول العربية لم تبرز اهميته كاليوم، ولا بد من تعزيز ادائها وتطويره وتأهيلها لتكون افضل موضع للجمع بين الدول العربية ولتنسيق مواقفها، في خدمة المصلحة العربية العليا.