النميمة ونقل الكلام!

TT

النميمة والإشاعات ونقل الكلام من المتع الاجتماعية يمارسها أكثر الناس.. وحتى الصحف العالمية منها والمحلية تفرد أبوابها وصفحاتها لهذا النوع من النشاط الإنساني ونشر عالمياً تحت عنوان «جوسيس» وفي العالم العربي تحت عناوين مختلفة منها الاجتماعيات ومنها «يقولون» ومنها «أخبارهم» أو «سمعت» أو «على عهدة الراوي» إلى آخره.

وقد لاحظت مدينة كاسكافيل البرازيلية زيادة كمية الإشاعات والنميمة وتدبير المقالب بين موظفيها فأصدرت مجموعة من القرارات لوقف هذا النشاط بعقوبات تتراوح بين لفت النظر.. والخصم.. والإنذار بالرفت.. ثم الرفت النهائي.

وقد اعتبرت إدارة المدينة أن هذا النوع من النشاط الاجتماعي سببه مرض نفسي وهكذا أعدت مجموعة من الدورات يحضرها موظفو المدينة حتى يمكنهم إيقاف هذه العادة الضارة التي أساءت إلى علاقات الموظفين بعضهم ببعض بالضرر الشديد وأكثر من هذا أدت إلى تعطيل العمل لوجود نزاعات ومشاحنات بين الزملاء في المكتب.

والنميمة ونقل الكلام والوقيعة بين الناس عادة «حريمي» لا يخلو منها مجتمع، ولكن البعض يزودها حبتين وتكون النتيجة مشاكل بل مآسي عائلية.. أما الاشاعات فهي تخصص رجالي.. والاشاعة هي ترويج لخبر مختلف لا أساس له من الصحة.. أو تعمد المبالغة أو التهويل أو التشويه في سرد خبر فيه جانب ضئيل من الصحة.. أو إضافة معلومة كاذبة لخبر صحيح.. أو تفسير خبر صحيح والتعليق عليه بأسلوب مغاير للحقيقة.. وإسرائيل دولة متخصصة في حجب الحقائق وإشاعة الأكاذيب.. وقد استطاعت بهذا الأسلوب وبمساعدة «الميديا» العالمية أن ترسم لنفسها صورة الدولة المفترى عليها بينما هي الدولة المفترية.

وبالنسبة لما حدث في مدينة كاسكافيل فإنني أتوقع لفت أنظار جميع السيدات العاملات في إدارة المدينة.. وأن توقع خصومات كبيرة على بعضهن.. وأن يتم فصل عدد لا بأس به منهن.. فالمرأة تقبل لفت النظر والخصم والطرد.. ولا تقبل المساس بحريتها في النميمة ونقل الكلام.