القصف شعراً

TT

قصفتنا إذاعة M.B.C FM يومياً تقريباً أثناء حرب تحرير العراق من حكم الطاغية صدام حسين بقصيدة من الوزن الثقيل، يتحدث فيها الشاعر عن بطولة.. «منقاش». ومنقاش، كما عرفتم هو الفلاح العراقي الغلبان الذي استطاع أن يسقط طائرة «أباتشي» بطلقة من بندقيته.. ولزيادة الدراما في حكاية منقاش الوهمية أن البندقية التي أسقط بها منقاش الأباتشي.. من طراز قديم كان يستخدم في الحرب العالمية الثانية.

وعناصر الدراما في قصة منقاش استثارت شاعراً من طراز قديم كطراز البندقية، فأنشأ قصيدة وزن 8 أطنان يشيد فيها بعبقرية منقاش، معتبراً أن هذا العربي عندما ينطلق في ميدان القتال منشداً .. هل من مناجز .. هل من منازل.

وظلت إذاعة M.B.C FM تدك رؤوسنا كل يوم بهذه النيران الصديقة على رأس الأصدقاء الأميركان.. ثم ينقشع دخان المعارك ويتضح أن حكاية منقاش كلها من تأليف وسيناريو وحوار وألحان.. مسيلمة الصحاف كما سماه الأستاذ الصديق أحمد الربعي في «الشرق الأوسط» يوم الثلاثاء الماضي، وهو يكتب عن الحكاية نفسها في زاوية أن العقل العربي مسكون بالخرافة والتهويل .. وقابل لتصديق هزليات مثل هزلية الأخ منقاش.

ونحن نشكر للبطل الوهمي منقاش أن لديه الشجاعة لينفي القصة من أساسها، فتسقط على الفور حكاية منقاش النتاش وتظهر الحقيقة، ويلوذ جنرال الشعر بالسكتة الشعرية، وتبقى لنا نحن المستمعين حقوق لا بد من الوفاء بها .. أولها أن تعوضنا إذاعة M.B.C FM عن قصفنا بالقصيدة العرجاء، وليس العصماء.. وأن تعتذر عما فعلته بنا بأن تكلف الشاعر نفسه بكتابة قصيدة ينفي فيها خرافة منقاش، ويعترف فيها بأنه كان مخدوعاً، ويعد بأنه لن يقوم بدور المراسل العسكري بالسماع.

وأنه سوف ينتقل مستقبلاً إلى أرض المعارك مشاركاً بشعره في نقل أخبار سقوط طائرات الأباتشي شعراً، خاصة ان الدور قادم على دول أخرى ـ إلا إذا سمعت الكلام.

هذا ويستطيع الشاعر حتى يحين موعد الحرب القادمة التمرين على كتابة الشعر الحربي من أرض القتال بالانتقال إلى أرض فلسطين، حيث يمارس «العلج» شارون ذبح الشعب الفلسطيني.

ختاماً ..

يعلم الزملاء الأعزاء في إذاعة M.B.C FM أن في بعض الدول، رابطة المشاهدين ترفع قضايا تعويض عما أصابها من شظايا القصف الشعري.. وكل.. منقاش وأنتم بخير.