هجوم أبو مازن

TT

لا بد ان يبدأ رئيس الوزراء الفلسطيني هجوما دبلوماسيا في كل الاتجاهات، ولا يجوز ان يجلس في رام الله انتظارا لاجتماع مرتقب مع شارون، فهناك اطراف اقليمية ودولية يجب ان يتحرك اليها ابو مازن، وهناك عواصم اوروبية لا بد من زيارتها بأقرب فرصة ممكنة. وربما تجعل مثل هذه اللقاءات والمباحثات ابو مازن في موقع متميز بالتفاوض بعد ان يكسب ثقة هذه العواصم ويتحدث مع وسائل اعلامها ويزور برلماناتها ويجري لقاءات مع احزابها. وشارون هو احد اطراف المعادلة لكنه ليس الطرف الوحيد، وابو مازن في حاجة الى ضغوطات دولية واقليمية هائلة على شارون، وبدون حركة دبلوماسية نشطة في كل الاتجاهات فان قدرة شارون على المماطلة والتأجيل ستزداد وهو خبير في مثل هذه الممارسات.

ابو مازن لديه قدرة هائلة على الحركة تفوق حركة ابو عمار لاعتبارات سياسية وشخصية كثيرة، واميركا واوروبا رحبتا باختياره رئيسا للوزراء، وعليه ان يقدم نفسه للعالم وهذا لن يتم بالجلوس في رام الله واستقبال الضيوف او انتظار اجتماعه مع شارون.

مشكلة العرب التي لا نريد ان يقع فيها ابو مازن هي الانتظار وغياب المبادرة والاعتقاد الخاطئ بان «الوقت حلال المشاكل»، وابو مازن شخصية مقبولة دوليا ولكن القادة في كثير من العواصم الدولية لا يعرفونه وعليه ان يتحرك ويقدم نفسه كرئيس وزراء لفلسطين بكل ما يعنيه ذلك من طرح سياسي دقيق، وحركة دبلوماسية لا تهدأ، وخلق الثقة مع العواصم الرئيسية في العالم، والظهور في وسائل الاعلام الدولية ليخاطب الرأي العام العالمي.

رئيس وزراء فلسطين في هذه الظروف يجب ألا ينشغل بقضايا الحياة اليومية وبمتابعة التفاصيل فهذه مهمة الوزراء والمؤسسات، وعليه واجب ان يكون وجها سياسيا يحظى باحترام المجتمع الدولي بعد ان فشلت قيادات فلسطينية كثيرة، وعليه اذا اراد النجاح ان يقول الحقيقة مهما غضب الغاضبون، وألا يعتقد، كما اعتقد غيره وفشلوا، بأنه يستطيع ان يكون بألف وجه، ويتحدث بألف لغة، فالعالم اذكى من ان نتذاكى عليه، والمجتمع الدولي يرصد كل حركة وكل كلمة، واذا فقد المجتمع الدولي ثقته بشخص فإنه سيكون صاحب قضية فاشلة مهما كانت عادلة.