اغتيال إسرائيلي للسلام

TT

عودة وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى الشرق الاوسط، للاجتماع بالمسؤولين الفلسطينيين والاسرائيليين، بعد اقل من اسبوع على زيارته لدمشق وبيروت، تدل بوضوح على ان الولايات المتحدة الاميركية عازمة على معالجة القضية الفلسطينية وحل النزاع العربي ـ الاسرائيلي هذه المرة ربما كما لم تفعل من قبل. ومشروع خريطة الطريق قد يحمل معه هذا الحل الذي ينتظره العالم منذ اكثر من نصف قرن. ولكن اذا كان الفلسطينيون قد اعربوا عن استعدادهم لسلوك هذا الطريق الجديد الى السلام، فلا شيء يدل على استعداد الحكومة الاسرائيلية للقبول به. بل ان ما بدر عن جيش الاحتلال الاسرائيلي من اعمال عدوانية في الضفة وغزة، ولا سيما هذه الاغتيالات الموجهة، انما تدل على ان نيات الحكومة الاسرائيلية تتجه الى غير السلام.

ان هذه الاغتيالات، بالاضافة الى وحشيتها، هي اغتيال اسرائيلي للسلام، وهي ليست ضرورية، اذ ان الحكومة الاسرائيلية تستطيع المطالبة باعتقال من تستهدفهم بالاغتيال وتقدمهم للمحاكمة اذا كانت هناك ادلة ضدهم.

لقد قدم الفلسطينيون اكثر من دليل على رغبتهم في السلام وعلى قبولهم بالمشروع السلمي الاميركي الجديد، وبات على الحكومة الاسرائيلية ان تقدم ادلتها امام وزير الخارجية الاميركي لا ان تواصل هذه الاغتيالات الموجهة الى القيادات الشعبية والسياسية الفلسطينية.

ان الفلسطينيين والعرب والعالم اجمع يعرفون ضعف الولايات المتحدة امام اسرائيل. ولكن الضعف غير جائز هذه المرة. وباستطاعة الولايات المتحدة بلسان وزير خارجيتها ان تسمع الحكومة الاسرائيلية كلاما شبيها بالكلام الذي اسمعها اياه الرئيس ايزنهاور عام 1956، لتوقف عدوانها واعتداءاتها على الفلسطينيين وتجلس الى طاولة المفاوضات وتخضع لقرارات الامم المتحدة.