مدخل إلى الخرافة!

TT

تحدثنا امس عن العقلية العربية وقلنا اننا محتاجون لنبش هذه العقلية وتفتيشها لعلنا نصل الى طريق يقود هذه العقلية، وبالتالي الى فهم علمي للواقع المعاصر، بما فيه من تقدم علمي وفكري وتكنولوجي يحل لنا لغز تخلفنا.. وهو بالطبع ليس لغزاً. ويدفعنا إلى مغادرة العقلية الخرافية التي تحتل أدمغتنا منذ عشرات المئات من السنين.

وفي مدخل كتاب الدكتورين ابراهيم بدران وسلوى الخماش، الذي اشرنا اليه امس كأحد المراجع الهامة لهذا البحث الموجز، مقدمة عن الخرافة تقول سطورها: اذا عرفنا الخرافة بأنها الافكار والممارسات والعادات التي تستند الى أي تبرير عقلي ولا تخضع لأي مفهوم علمي سواء من حيث النظريات او التطبيع، فان الذهنية الخرافية هي تلك الذهنية التي تحاول ان تصل الى اهداف الفرد او التجمع على أسس لا تستند إلى العلم والعقل.. ويحدث أحياناً ان تجتمع في الذهن معلومات لا تنطبق عليها صفة الخرافة غير انه يحكم البيئة الاجتماعية بما فيها كم افكار خرافية متوارثة تجعل المكانيزم الذي يعمل به الذهن ميكانيزماً خرافياً.. ويعني ذلك ان المعلومات بحد ذاتها ليست كافية لنقل الذهن من حالة خرافية الى حالة عقلية علمية بل من المهم ايضا ان تجتمع المعلومات والمكانيزم (الميكانيكية) معاً لانتاج (توفير) الذهنية غير الخرافية ويمكن ان تأخذ مثالاً بأن نفكر ان عدواً ما يمكن هزيمته بواسطة السحر والاستعانة بالشياطين هو اعتقاد خرافي لأنه مبني على معلومات غير علمية.. ولعل حكاية «منقاش» الذي قيل انه اسقط طائرة مروحية من طراز «أباتشي» ببندقية قديمة طراز «ولا زمان يا سلاحي» هي احسن مثال معاصر للعقلية الخرافية التي تقبل كل ما هو ضد العلم والمنطق لمجرد انها تحقق حلماً او وهماً يدور في العقول والاذهان.

ومثال ثالث فان الاعتقاد ان مجموعة «العبث العراقي» ستنتصر في معركة بغداد لمجرد أن العراقيين هم أحفاد العرب الميامين الذين أنشأوا الامبراطورية الاسلامية.. هذا الاعتقاد خاطئ لأن الظروف التاريخية تغيرت.. فالخرافة لا تستطيع ان تهزم العلم كما ان تصريحات الصحاف الممتعة لا يمكن ان تهزم صواريخ باترويت وكروز او القنابل زنة 10 اطنان.

ونلتقي غداً بإذن الله.