في رثاء محمد بن عبد الله البليهد

TT

تنفطر القلوب حسرة على الشباب الغض المعطاء الذي تطاله يد المنون وهو في قمة عطائه لاهله ووطنه، ومع ذلك فان المؤمن يتقبل قضاء الله وقدره، لكن ان تأتي يد غادرة وتتسبب بجهل ممزوج بالحقد على الدنيا ومن فيها في قتل نفس بريئة دونما ذنب جنت، او عدوان على الآخرين، فان ذلك ليبعث على الغضب والتصميم على مكافحة هذه الآفة التي اصابت بعض ابناء الامة الاسلامية، فقادتهم الى قتل الابرياء والعبث بأمن المجتمع وتوفير الذرائع لكل من يريد بالاوطان الاسلامية والمسلمين شرا.

أليس عجيبا ان تترافق الاحداث المؤلمة مع حملة اعلامية اجنبية مغرضة ضد الاسلام والمسلمين تستهدف المملكة تحديدا لتمسكها بالعقيدة السمحة، ألا يبعث ذلك على الاشتباه بوجود تنسيق بين القوى التي تحرض على الاسلام والمسلمين في الغرب والاطراف الخفية التي تغذي هذا التحريض عن طريق تأكيد صفة العنف والتطرف لدى العرب والمسلمين؟! ثم السؤال الاهم وهو لماذا ترافق توقيت هذه الاحداث الارهابية مع بدء ترحيل القوات الاميركية؟!

اسئلة كثيرة، وشبهات اكثر حول دوافع هذه العمليات ومن هم وراءها، لكن ايماننا كبير بأن الايام المقبلة ستكشف زيف وحقيقة من يعملون على زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة، وسيكون مصيرهم مماثلا لمصير من قبلهم ممن خرجوا على اجتماع المسلمين وتعاليم الدين الحنيف، دين المحبة والتسامح والهداية بالتي هي احسن. وبشر المؤمنين.

وليكن في ما حدث عبرة لنا جميعا كي نزداد تلاحما وتماسكا وعونا لاولي الامر على اجتثاث الفئة الباغية التي تريد بنا شرا، وان ثقتنا لكبيرة بالقدرة على توفير الامن الذي تحقق لبلادنا بحمد الله منذ تأسيس المملكة التي لم تزدها التحديات العديدة الا صلابة ورسوخا وتطورا وتقدما في سائر المجالات.

ورحم الله الشهداء الابرياء جميعا الذين نالتهم يد الجهل والغدر، ورحم الله الشاب الشهيد المعطاء محمد بن عبد الله البليهد.

* كاتب سعودي