من أحداث الأسبوع

TT

* أقامت شركة الأبحاث والتسويق السعودية مأدبة عشاء لكتاب صحيفتها «الشرق الأوسط» والعاملين فيها، تقديراً لما أبدوه خلال حرب الخليج الثالثة من تقدير دقيق وفهم صحيح لازمة العراق ميزها عن معظم الصحف العربية الاخرى. حضر المأدبة الأمير فيصل بن سلمان رئيس مجلس ادارة الشركة والقى كلمة شكر وتثمين كبير للعاملين لما أبدوه من جهد ووعي. ثم تكلم بعض الحاضرين عن تجاربهم وتطلعاتهم. ختم الجلسة احد الكتاب المخضرمين فذكر الحاضرين بالاعلانات التي كانت تحملها قطارات لندن وتقول: «التدخين ممنوع. حتى ولو كان بسكاير عبد الله»، ثم اقترح فقال ينبغي تعميم اعلانات مشابهة في سائر انحاء العالم العربي تقول: «الكذب ممنوع حتى ولو في صحيفة الشرق الأوسط». فضج الحاضرون بالضحك.

* معركة الحرية اعادت الحرية الى بغداد. ومعها عادت المظاهرات. ما الجديد في ذلك؟ بالأمس، واقصد بالأمس العهد الملكي، كان الطلبة يقومون بالمظاهرات. اليوم قام العساكر بها. ففي الاسبوع الماضي تظاهر ضباط الجيش يطالبون برواتبهم. تحدث العقيد سليم ياسين فقال سنعيد تنظيم صفوفنا ونقاتل اذا لم يستأنفوا الدفع. وأيده المقدم علي مهدي قائد وحدة من وحدات الدبابات. قال انه سيستدعي جنوده ويجمع دباباته ويحارب.

آه! هنا سيجد اخواننا العرب بسالة الجندي العراقي. راحوا يتساءلون منا خلال الحرب اين شجاعتكم يا عراقيون؟ الآن نريهم بسالة الجندي العراقي في القتال من اجل راتبه. الآن سيتلقى الامريكان درساً لن ينسوه في تاريخهم.

* عندما كان اوسكار وايلد يقضي مدة محكوميته في سجن ردنغ بانجلترا، استفاق على صوت ضرب الاواني. انها طريقة السجناء في التعبير عن هلعهم عند شنق واحد من زملائهم. سأل ما ذنبه؟ قالوا لقد قتل عشيقته. كيف؟ قتلها بالسيف. جلس الاديب الكبير في زنزانته وكتب معلقته الشهيرة «انشودة سجن ردنغ». قال فيها، كلنا نقتل من نحب. الجبان يقتل من يحب بكلمة. الشهواني بقلبه، الحقود بنظره. والشجاع بسيفه. ولكنهم لا يشنقونهم كلهم. يشنقون فقط من يقتل بالسيف. يا ليته عاش حتى الاسبوع الماضي ليضيف بيتاً آخر لقصيدته فيقول والمكار يقتل بالعطر. انه ما حاولته المسز لندانيلر في امريكا ارادت ان تستأثر بثروة زوجها ففكرت بقتله. ولكنها كانت تحبه، وبين الحب والطمع فكرت بطريقة رقيقه لقتله: تقتله بالعطور. سكبت على نفسها قنينة من اقوى العطور وبثت بيتها بسحب من العطر واوقدت شموعاً معطرة ورشت فراشها بالروائح. فراح زوجها يترنح من شدة آثار ذلك فاشتبه في الأمر. نادى على الشرطة فاعتقلوها بتهمة الشروع بالقتل مع سبق الاصرار بسلاح قتال: العطور. ارجو ألا يكون ارهابيو القاعدة قد سمعوا بذلك.

* هل بدأت الآثار السلبية لاقتصاديات السوق بالظهور؟ أظهرت الاحصائيات التي نشرت في بريطانيا في الاسبوع الماضي ان البون بين الفقراء والاغنياء قد تعاظم. هذا متوقع. فدعاة اقتصاديات السوق والخصخصة لم يعدوا احداً بالعدالة. وعدونا فقط بالكفاءة. وكثيراً ما تتناقض الكفاءة مع العدالة. ولكن احصائيات اخرى جاءت من الصين في الأسبوع الماضي ايضاً اوضحت بأن الحالة الصحية للشعب الصيني قد تدهورت عما كانت عليه قبل تحرير السوق وانتشرت الامراض بضراوة اكبر. ربما يعود ظهور جراثيم السارس الى ذلك. وهنا لم تتدهور العدالة فقط، وانما الكفاءة ايضاً. فالشعب العليل لا يستطيع ان ينتج. والامراض تكلف تكاليف باهظة. هل بدأ بندول الساعة بالرجوع الى جانب الاشتراكية؟ فطالما شبهنا الحياة بساعة، فالسياسة بندول الساعة. يمشي الى جانب ثم يعود الى الجانب الآخر. نحن لم نلحظ ذلك لأن ساعتنا واقفة من زمان.