ما مصير علاقة زوجية فيها الزوجة محبطة والزوج يستحوذ عليه شعور بعدم الرضا؟.. وأي علاج يداوي مشاعر زوجة محبطة من تعدد انتقادات زوجها اللاذعة لها؟ وأي دواء يشفي حالة عدم الرضا التي تنتاب الزوج على نحو مستمر؟
ادريان، 37 عاما، متزوجة منذ عشرين عاما من صديق طفولتها بوب الذي يعمل في شركة للدعاية والاعلان، وتشعر بأن زواجها مهدد بوظيفة زوجها التي تتيح له ان يكون محاطا دائما بالفتيات الجميلات من ذوات الخصر النحيل والملابس التي تتماشى مع أحدث الموضات. يداهم ادريان شعور بأن زوجها يشعر بالحرج من رؤية زملائه في العمل لها، فضلا عن تعرضها لانتقادات قاسية ولاذعة منه بخصوص ما تتناوله من طعام وما ترتديه من ملابس، وتعتقد ان سبب انتقاداته لها هو ما يراه في مظهرها من أوجه نقص مقارنة بالجميلات اللاتي يشاهدهن في العمل.
وعند عودة بوب الى المنزل يلتزم الصمت التام ولا تكون لديه أية رغبة في أن تشاركه زوجته ادريان مشاكله، حتى انها اذا ابدت بعض الاقتراحات حول مشكلة علمت بطريق الصدفة انه يعاني منها نظر اليها ساخرا ولم يبد اي رد فعل ايجابي تجاه اقتراحاتها تلك. وتجد ادريان نفسها حبيسة جدران منزل يلفه الصمت وزوج لا يأبه بها ولا يرغب في مشاركتها حياته، الامر الذي يجعلها تفكر كثيرا في طلب الطلاق.
بعثت ادريان بحكايتها في رسالة الى مجلة «ليديز هوم جورنال» الاميركية التي نشرتها على الصفحات المتخصصة لتقديم النصح للقارئات من قبل اطباء نفسيين وخبراء في العلاقات الزوجية. وجاء في الرد على الرسالة ان على ادريان تذكير زوجها بوب بما كانت عليه قوة علاقتهما في الماضي والتعبير له بكل صراحة عن شعورها بالقلق من عمله الذي جعله يتغير من ناحيتها بالاضافة الى ضرورة قيامها باجراء تغييرات في حياتها كالعودة مثلا الى وظيفتها مرة اخرى ولو لنصف الوقت فقط، أو التقدم للالتحاق بدورات تدريبية تجعلها قادرة على فهم طبيعة وظيفة زوجها وإدراك الأعباء والضغوط التي يتعرض لها في عمله.
وجاء في التحليل النفسي للحالة التي عرضتها ادريان ان زوجها ينتمي الى نوع تقليدي من الأزواج الذين يفقدون صلتهم بمشاعرهم ومشاعر زوجاتهم على الرغم من كونه على قناعة بانه يفعل ما بوسعه لكي يجعل زوجته سعيدة. ويضيف التحليل أن مثل هذا الزوج يجد اشباعا في مجال عمله، وهذا الاشباع يعد حافزا له إما على عدم رغبته في تغيير نفسه او على التمرد عما لديه بالفعل، ورفض فاتورة الواقع التي يقدمها له الزواج، ولذلك فان على ادريان ان تبادر باجراء تغييرات ايجابية على حياتها حتى تحتفظ بزوجها بوب فلا يفكر في التمرد عليها.