ما هي اللوزة!

TT

هل يمكن ان يجلب لنا القرن الواحد والعشرون جيلاً جديداً من العقاقير الطبية يقتل في انفسنا الشعور بالخوف ويخرج للبشرية رجالاً ونساء لا يعرفون الخوف، وذلك بعد ان استطاع العلماء اثبات ان الشعور بالخوف الذي يعد من اقوى المشاعر الانسانية له علاقة بالكيمياء الحيوية؟.

نجح الباحثون في احدى الدراسات في تفسير عمل الدائرة الكهربائية في المخ وايضاح كيف تتغير هذه الدائرة بتعرض الانسان لتجربة صعبة وكيف ان الشعور بالخوف يمكن ان يسيطر تماما على وظائف المخ ويشلها، كما نجح الباحثون كذلك في انتاج ادوية خاصة بمقاومة نوبات الشعور بالخوف والقلق.

المعروف ان الشعور بالخوف يتم تصنيعه بيو كيميائياً في ممرات ضيقة بين الخلايا العصبية وفي شيء صغير على شكل لوزة داخل المخ يطلق عليه اسم اللوزة التي يعتقد العلماء أنها مركز التصنيع الخاص بالمشاعر الاخرى الاساسية. كما تعد اللوزة الهدف الاساسي للعلماء الذين يحاولون انتاج عقار يؤثر على مركز الخوف من خلال تدعيم الوصلات بين الخلايات العصبية في داخل اللوزة دون ان يؤثر ذلك العقار على الوظائف الاخرى.

قد يصبح الخوف سلوكاً مرضياً يسيطر على مراكز اخرى بالمخ تقوم بوظائف التفكير والوعي، وقد حدث ذلك لبعض الجنود الذين شاركوا في الحروب نتيجة تعرضهم لنوبات خوف متكررة، ولان هذا العقار الطبي المستخدم «الفاليوم» قوي فقد اتضح انه له بعض الآثار الجانبية.

من ناحية اخرى فان بعض العلماء يؤكدون انه قد اصبح في امكانهم الان انتاج عقار طبي جديد يؤثر مباشرة في مراكز الخوف داخل مخ الانسان في الممرات الضيقة بين الخلايا العصبية وذلك دون احداث اي ضرر بوظائف جسم الانسان الاخرى.

السؤال الذي تطرحه الاوساط العلمية والاجتماعية الآن بعد النجاح المتوقع للعقار الطبي الذي يساعد على التخلص تماما من مشاعر الخوف هو: هل يمكن ان يكون لهذا العقار الطبي نتائج مدمرة للبشرية مماثلة لنتائج اكتشاف العالم السويدي «الفريد نوبل» للديناميت؟.. فالشعور بالخوف عند الانسان هو احد اسباب وجوده سوف يكون في خطر بعد انتشار ذلك الدواء القاتل للخوف مما يؤدي الى دخول الانسان في مواقف تؤدي الى تحطيم حياته.. انني ارى من الافضل ان نخاف فرغم ان الخوف شعور سلبي الا انه ضروري للدفاع عن الحياة.. ام انا مخطئ؟!