صوت خافت من بعيد!

TT

حركات نسائية عديدة في كل دول العالم نجحت في انتزاع حقوق كثيرة للمرأة جعلتها تشعر بمكانتها الحقيقية وتظهر تفوقاً على الرجال في كثير من المجالات، لكن الغريب في الامر ان المرأة الصينية لا تزال تعاني من استلاب حقوقها وتستشعر في داخلها مشاعر القهر والخضوع امام الرجل في الصين. ولا تزال المرأة الصينية لا قدرة لها على الافصاح عما يدور بداخلها ويؤرقها.

ذلك الصوت الخافت الشاعر بالقهر للمرأة الصينية. استطاعت الصحافية والمذيعة الصينية زينران اطلاقه عن طريق برنامج اذاعي كان يذاع كل مساء في احدى محطات الاذاعة في الصين تحت اسم «كلمات في نسيم الليل» وفيه كانت زينران تستقبل مكالمات ورسائل من نساء صينيات يناقشن ما يدور بداخلهن وما يعانينه من مشكلات.

ويبدو ان زينران عندما شعرت بالعجز امام كم الرسائل التي وصلتها من نساء صينيات معذبات اقدمت عام 1995 على ترك برنامجها حتى يمكنها تقديم المساعدة لهن بصورة مباشرة، ولكن في عام 1997وبعد الحريق الذي اتى على محتويات بيتها واصيبت فيه بحروق والذي كان عبارة عن رسالة موجهة اليها حتى تتوقف عن نشاطاتها تلك، طلبت زينران من السلطات ان تسمح لها بالسفر الى انجلترا، وهناك تزوجت من الناشر توني ايدى وبدأت في كتابة مذكراتها الخاصة ببرنامجها الاذاعي، ونشرت الرسائل التي بعثت بها اليها النساء المعذبات الصينيات حتى يتعرف العالم كله على معاناة المرأة الصينية ولقد اختارت لمذكراتها اسم «نساء صالحات من الصين» وقامت بترجمتها ايثر تيلدسلي.

قدمت زينران في مذكراتها العديد من القصص الواقعية عن نساء تزوجن فقط لاغراض سياسية وعشن حياة تفتقر الى الحب، وعن فتاة دأب والدها على اغتصابها فحاولت الهروب منه عن طريق الدخول الى المستشفى وعندما اقترب موعد خروجها فضلت ان تلتقط مرضاً خطيراً على ان تخرج لوالدها مرة اخرى، كما تضمنت المذكرات قصصا اخرى حول زنا المحارم والسحاق وغير ذلك من الامراض الاجتماعية التي لم تواجه بالردع او العقاب.

روت زينران في مذاكراتها قصة الفتاة شيلين التي تصاب بالانهيار عند مشاهدتها افراد عائلتها يعتدى عليهم من قبل الجنود، والتي تذهب بعيداً الى الريف لكي تنسى ما شاهدته وتحاول ان تواصل تعليمها لتفاجأ بجنود آخرين يعتدون عليها بشراسة لا حدود لها.

«نساء صينيات صالحات» كتاب جريء لامرأة صينية جريئة اختارت ان تكشف الاوضاع المتردية للمرأة في الصين، ولم تستطع اية رقابة ان تهزم هذا الكتاب الذي حقق اعلى معدل توزيع في بريطانيا.