المراجعة ضرورة للمجادلة بالفهم الصحيح

TT

لم يعد الخطاب الديني المطلوب في هذه الايام، ذلكم الخطاب الحماسي الفضفاض، لأن الاحداث المؤلمة الاخيرة التي وقعت في الرياض والدار البيضاء وما قبلها من احداث خلال السنوات القليلة الماضية، تستوجب التفكير الجاد في توجيه الخطاب الاسلامي وجهة محددة بغية توعية الشباب المغرر بهم، الذين ارتكبوا هذه الاعمال الاجرامية. فهؤلاء الشباب وغيرهم في حاجة ماسة الى فهم صحيح ومتعمق لامور دينهم، خاصة في ما يتعلق بقضايا الجهاد والالتزام بالدين الاسلامي عقيدة وممارسة. كما انهم في امس الحاجة الى مرجعيات اسلامية معتبرة تحثهم على مراجعة فهمهم لكثير من القضايا التي توقعهم في المحرمات بسفك دماء الابرياء وترويع الآمنين والمستأمنين، وذلك بتهيئة اسباب المراجعة عن طريق المجادلة الفقهية المنضبطة بالفهم الصحيح للكتاب والسنة.

ويجب ان يتصدى لمسؤولية تحديد وجهة الخطاب الديني في هذه المرحلة التاريخية لامتنا الاسلامية، العلماء والدعاة وطلبة العلم، وذلك من خلال ايضاح المفاهيم الشرعية والافكار الدينية، والاجابة الشرعية الصحيحة لكثير من التساؤلات التي تدور في اذهان هؤلاء الشباب بهدف حمايتهم من التطرف والغلو، الذي يوقعهم في المهلكات ويفضي بهم الى المحرمات.

وفي رأيي انه من الخير ان تصحح مفاهيم هؤلاء الشباب المغلوطة عن دينهم بمرجعيات اسلامية معتبرة يثقون في علمها، افرادا أو جماعات، لأن ذلك من السبل التي تجد صدى طيبا في اوساطهم وتمكنهم من المجادلة بالفهم الصحيح للفتاوى التي تدعوهم الى التهلكة، وتدفعهم الى الأوبة الراشدة.

كما انه من الخير الاستفادة من عاطفة عامة المسلمين، والشباب خاصة، وذلك بتيسير امر لقاءات ائمة الحرمين الشريفين والعلماء الاعلام او بالمصطلح الحديث العلماء النجوم، اي المشاهير داخل العالم الاسلامي وخارجه لتنداح قنوات التواصل بينهم وبين هؤلاء الشباب مدارسة ومحاورة.

وينبغي ان نشير في هذا الصدد الى مبادرة احمد باقر وزير العدل ووزير الاوقاف والشؤون الاسلامية في الكويت، المتعلقة بمشروع محاورة العلماء والموجهة تحديدا لفتح قنوات الاتصال بين جمهور الشباب مع اهل العلم والتخصص الشرعي لايضاح المفاهيم الشرعية الصحيحة حول الافكار التي تدور في اذهان هؤلاء الشباب بهدف حمايتهم من الافكار المتطرفة والغريبة على مجتمعنا وديننا الاسلامي الحنيف، وذلك للاستفادة منها محليا وفي مواقع أخرى من العالم.

اخلص الى انه من الضروري ان تكثف الجهود لتخليص هؤلاء الشباب المغرر بهم من الافكار المتطرفة التي تدفعهم الى ارتكاب مثل هذه الجرائم النكراء باسم الاسلام والاسلام منها براء، وليعودوا الى مجتمعهم الاسلامي ادوات بناء وخير لا معاول هدم وشر.