توحيد القرار الفلسطيني

TT

توحيد مركز القرار الفلسطيني اصبح ضرورة قصوى، وفي ظل المرحلة التفاوضية القادمة هناك حاجة الى مرجعية فلسطينية واحدة يمثلها رئيس الوزراء، وعلى ابو مازن ان يتصرف بعد التشاور مع حكومته باستقلالية وحرية.

قد يقول قائل، وماذا بشأن ابو عمار، والجواب ان ترك القرار بيد رئيس الوزراء الفلسطيني لا يعني الغاء او التقليل من قيمة عرفات، فهناك دول كثيرة يتصرف فيها رئيس الوزراء باعتباره المرجعية الاولى في القرار السياسي ويظل رئيس الدولة زعيما محترما، واحيانا رمزا يحظى باحترام الناس.

ابو عمار قاد الفلسطينيين منذ ما يقارب من اربعين عاما، وبغض النظر عن حسابات الربح والخسارة، فان الحقيقة التي يجب ان يتعامل معها الجميع هي ان الدنيا تغيرت، واذا كان ياسر عرفات شكل مرحلة من كفاح الفلسطينيين، فان هناك مرحلة جديدة تحتاج الى تفكير جديد وعقلية جديدة من دون ان يقلل ذلك من شأن احد، ولا يلغي تاريخ احد.

حتى الاسبوع الماضي ظل عرفات يكرر انه «مشروع شهادة» وهذه قناعته، لكن الحقيقة هي ان عرفات انتقل من مقاتل يحمل البندقية خارج حدود فلسطين، الى مفاوض للسلام مع الاسرائيليين، محاصر بسبب سياسة شارون المتطرفة داخل بيته، وليس عيبا ان ينتقل مركز المفاوضات السياسية الى ابو مازن، وخاصة بعد ان اصبح الجميع يتحدث معه ويتفاوض معه، ويتعامل معه كمتخذ قرار.

لقد انتقدنا وما زلنا بطء حركة ابو مازن السياسية، بل اعتبرنا ربط تحرك ابو مازن السياسي بشرط فك العزلة عن عرفات عملا لا يتفق مع هذه المرحلة التي يجب ان تكون للقضية السياسية اولوية على القضايا الجزئية، وقلنا انه اذا كان عرفات محاصرا في «المقاطعة» فان ملايين الفلسطينيين في الداخل والخارج محاصرون بالاحتلال والقمع والشتات. وسيكون لقاء ابو مازن المرتقب مع جورج بوش في شرم الشيخ او العقبة فرصة لتأكيد دور رئيس الوزراء الفلسطيني في العملية التفاوضية، ويجب على كل فلسطيني تعنيه حلحلة مسار التفاوض السلمي ان يدعم حركة ابو مازن وان يبتعد عن وضع القضايا الشخصية قبل القضايا العامة. ومع احترامنا وتقديرنا لكل الجهود الشخصية فان قضية الشعب الفلسطيني اكبر من الجميع.