الثانية الأخيرة!

TT

عمر الكون أيها السادة 13.7 مليار سنة.. أي رقم 13.7 وأمامه عدد لا يحصى من الأصفار.. فإذا كان عمرك ـ طال عمرك ـ سبعين سنة وتظن نفسك عجوزاً فلا تقل لأحد.. فقط اكتب الرقم الكوني أمامك وتأمل الفارق بين عمرك وعمر الكون.

ويقول العلماء إن الإنسان وجد على الأرض في الثانية الأخيرة من الدقيقة الأخيرة من الساعة الأخيرة من عمر الكون.. ويقولون ان الكرة الأرضية تساوي نقطة بالقلم الرصاص على سطح برتقالة كبيرة بالنسبة لحجم الكون!!

وقد استطاع علماء «ناسا» (وكالة الفضاء الأميركية) تحديد عمر الكون على وجه الدقة بواسطة مجس فضائي صعد إلى مسافة 1.6 مليون كيلو متر على الأرض حيث قدم المعلومات التي تحدد الموعد الذي بدأت فيه النجوم في التوهج وهو 200 مليون سنة من مولد الكون. والمعلومات التي نعرفها الآن عن الكون توضح كيف كان القدماء يتصورون الكون.. وبعضهم قال إن الكون كرة على رأس ثور كلما هزها قامت الزلازل والأعاصير وتفجرت البراكين.. وحتى وقت قريب كان العلماء يظنون أن الكون بمجراته وكواكبه وشموسه وأقماره ساكن لا يتحرك.. ثم أثبتت الأبحاث والأرصاد والدراسات الحديثة خصوصاً دراسات الفيزيائي الشهير (هوكنج) ان الكون مسافر.. وان الأجرام السماوية وكل شيء يسبح في الفضاء.. بل ان الفضاء نفسه يتحرك بسرعة كونية تبلغ أضعاف أضعاف أضعاف سرعة الضوء.. وأن هذا كله يتم في خطوط متوازية.. ونحن نعرف أن الخطين المتوازيين لا يلتقيان.. ويقول هؤلاء العلماء انه إذا التقى الخطان انفجر الكون كله وعاد إلى التضاؤل والانكماش.

نحن إذن لسنا بهذه الأهمية التي نتصورها في هذا الكون.. وسبحان الخالق العظيم الذي خلق كل شيء وقدره تقديراً.