وما أدراك ما المناظير!

TT

أصبحت المناظير الطبية من أدوات مهنة الطب منذ أكثر من عشرين عاماً.. ولكنها تشهد هذه الأيام إسرافاً في استخدامها من قبل الأطباء.. فسواء كنت مصاباً بالزكام أو الهرش فإن الطبيب يقول لك: منظار، وأنت في سبيل البحث عن الشفاء تبلع المنظار والكاميرا عبر عملية شاقة حتى يتوفر للطبيب المعلومات اللازمة للعلاج.

ولكن هذا الإسراف دفع معهد الصحة الوقائية في كولون بألمانيا إلى تتبع استخدام المناظير في مختلف المستشفيات والعيادات، وخرج البروفيسور كونراد بوتزنهارت مدير المعهد بنتائج مذهلة عن هذه الاستخدامات.. فقد اتضح أن هذه المناظير كثيراً ما تكون سبباً في نقل العدوى من مريض إلى آخر.. ووصف عمليات المناظير وما يسبقها من تعقيم وتطهير تتراوح في بعض العيادات بين عدم المهارة والاجرام. («الشرق الأوسط» العدد 8069).

وأشار بوتزنهارت إلى أن عدم الدقة في عملية التطهير وإيلاج المنظار في معدة المريض يتسببان في إصابة المرضى بعدوى تمتد من التهاب المعدة والتهاب الكبد الفيروسي والسل والإيدز .. بل وصل الأمر في بعض الأحيان إلى الإصابة بمرض جنون البقر.

ويقول بوتزنهارت ان 60% من عمليات المنظار ثبت أنها ملوثة وأنها تنقل شتى أنواع المرض من مريض لآخر.

ولاحظ سيادتك أننا نتحدث عن مستشفيات وعيادات ألمانيا فما بالك بالحال في دول أخرى من العالم الثالث.

ان الإسراف في استخدام المناظير مرعب، ويتم دون سبب، ودون تقييم كاف بحيث تحولت العملية إلى «بيزنس» بعيداً عن كل اعتبار آخر.

وأثير الموضوع بعد أن تعرضت منذ فترة لتجربة مريرة عندما شكوت من حرقان بالمعدة طال مداه، فذهبت إلى احد المستشفيات الخاصة في جدة، ولم يتردد الطبيب في إصدار حكمه الدائم بالمنظار!

وربما لأول مرة استفيد من اسمي ككاتب عندما سألتني الممرضة السعودية الشابة عما إذا كنت الكاتب المعروف فلما أجبت بالايجاب همست في أذني أن أرفض المنظار لأن هذا الطبيب له مشاكل يومية في عملية المنظار التي يقوم بها، والمضاعفات المترتبة عليها، وشكاوى المرضى مما يفعله بهم.

واستمعت إلى نصيحة الممرضة الشابة جزاها الله كل خير.. وفي أول زيارة إلى إنجلترا عرضت نفسي على طبيبي الخاص هناك.. ولم يطلب منظاراً ولا يحزنون .. وكتب لي بعض الأدوية وانتهت الأزمة!!

أيها الاخوة الأطباء اتقوا الله في مرضاكم.