لسنا من المعجبين بحكومة السيد ولد الطايع الموريتانية، كما اننا لا نعرف شيئا عن الانقلاب الذي يدور الآن وهوية الانقلابيين، لكننا وبدون تردد نتمنى ان يندحر الانقلاب وان يفشل فشلا ذريعا لانه جزء من تراث دفع امتنا الى الهزيمة، وشعوبنا الى الفقر.
منذ ان اعتلى الضباط الدبابات وتركوا معسكراتهم ومهمتم في الدفاع عن اوطانهم وتحولوا الى حكام ثم الى لصوص ودكتاتوريين تحول العالم العربي من اقصاه الى اقصاه الى خرابة ينعق فوقها البوم، وتم تدمير المجتمع المدني، واعيدت الحياة العامة الى نقطة الصفر، وتم تخريب التعليم، والاستيلاء على المال العام بالحرام، ومصادرة عقول الناس عبر شعارات فارغة لكل نظام انقلابي دون استثناء.
الجيوش العربية التي انقلبت وتسلمت السلطة افسدت حياة الشعوب العربية وسلمت ارضنا الى اعدائنا وخرّبت علاقاتنا مع العالم واوقفت التنمية. خربت الزراعة بحجة الاصلاح الزراعي وافقرت الطبقة الوسطى بحجة مساعدة الفقراء حتى تحول المجتمع الى معوزين وفقراء لا يجدون ما يكفي لاطعامهم، وبنت السجون بدلا من المدارس باسم الحرية، ودمرت كل قطر عربي وخلقت فيه كانتونات وصراعات طائفية باسم الوحدة، وحولت الحلم العربي الى حقل تجارب يمارس فيه كل مجنون هوايته في الاثارة والضحك على ذقون الناس.
انقلاب موريتانيا مؤشر خطير على امكانية عودة تلك السياسة الرعناء حيث يتسابق الضباط للنهوض من النوم باكرا ليستبقوا غيرهم في اعلان البيان رقم واحد، وحيث شهدت عاصمة عربية انقلابين عسكريين في يوم واحد، وحيث اصبح ولاء الجيوش للافراد وليس للوطن، وحيث نصبت هذه الجيوش دكتاتوريين وحرامية ومشبوهين، لا يعرف احد من اين جاءوا ولا كيف صعدوا الى سدة الحكم، وهم في النهاية ليس لديهم وازع اخلاقي او ديني او انساني او وطني فأفسدوا الحياة واحرقوا الزرع والنسل.
انقلاب موريتانيا نتمنى له الفشل الذريع رغم اننا لا نعرف من يقوم به، ولسنا مرة اخرى معجبين بالسياسة الموريتانية الحالية.