غالبية الأزواج والزوجات لديهم أشياء يشعرون أنها لا بد من إخفائها وعدم البوح بها لبعضهم البعض لأن الواقع يؤكد أن قليلاً جدا من العلاقات الزوجية يكتب لها النجاح والاستمرار إذا ما اعتاد الزوج والزوجة قول الحقيقة كاملة غير منقوصة في كل الأوقات، وإذا لم يخف أي منهما على الآخر أدق تفاصيل حياته الشخصية والعامة الماضية والحالية.
لكن قبل البحث في الأسرار الزوجية فانه من الضروري أن تفهم أولاً ما الأشياء التي لا ترغب الزوجة في البوح بها إلى الزوج، وعموماً فإن الرجال والنساء يختلفون تماماً عن بعضهم في هذا المجال، إذ يجد الرجال على سبيل المثال صعوبة بالغة في مناقشة أي شيء يتعلق بصحتهم، وربما يرجع ذلك إلى الفكرة القديمة التقليدية التي تقول إن الأزواج لا بد أن يتمتعوا بالقوة ومن ثم فعليهم ألا يتسببوا في إشعار زوجاتهم بالقلق على صحتهم.
والكثير من الرجال في منتصف العمر يخفون مخاوفهم ذات الصلة بتقدمهم في السن أو بخوفهم من عدم إنجاز ما يأملون في إنجازه، وقد يؤدي إخفاء تلك المخاوف إلى حدوث المشاكل بين الزوجين، فعندما تشعر الزوجة بأن هناك شيئاً ما يفكر به زوجها ولا يبوح به إليها تبدأ شكوكها في أنه لم يعد يحبها.
والزوجة قد لا تفصح عن مدخراتها الشخصية وذلك لأنها في العادة لا تشعر بالأمان وتخشى من إبلاغ زوجها بما لديها من مال أو بما تدخره من مصروفات المنزل، كما تجد الزوجة صعوبة كبيرة في الحديث عما تكسبه خاصة إذا كانت تكسب أكثر من زوجها، وذلك لأن المرأة التي تكسب أكثر مما يكسب زوجها تشعر بالقلق من أنه ربما يشعر بالاستياء تجاه ذلك، ومن ثم فإن الزوجة تحاول بعدم الحديث عما تكسبه المحافظة على شعور زوجها.
والكثير من النساء أيضاً يشعرن بصعوبة كبيرة في الإفصاح عن مشاعرهن ورغباتهن، فالمرأة تفضل أن تبقى في نظر رجلها ساذجة لا تفهم من أمور الدنيا شيئاً.. فهي تخشى إذا أفصحت عما تعرف أو ترغب أن تفتح على نفسها باباً من المتاعب لا ينغلق.. معها حق.