وحدة الصف الفلسطيني

TT

بالرغم من كل الصعوبات والعقبات التي تنتصب امام الموفدين الاميركيين والمصريين الساعين للتوفيق بين موقف الفصائل الفلسطينية المعارضة والحكومة الفلسطينية من جهة، وبين الحكومة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية من جهة اخرى، فان هذه المساعي لا بد ان تنتهي بصيغة اتفاق ما يشكل مخرجا يقبل به كل الاطراف.. ذلك ان العكس لا يعني سوى المزيد من العنف والدماء والدمار. والعالم بأسره، والشعب الفلسطيني خاصة، والاسرائيليون ايضا، شبعوا او ملوا من سفك الدماء.

ان كل فريق او طرف يمسك بأحد اطراف الحقيقة. ولكن الشد به الى الوراء يؤدي الى تمزيق اي مشروع حل مقترح لوقف اطلاق النار او لتنفيذ خريطة الطريق. ان الحل المطروح، اي وقف اطلاق النار او الهدنة، هو المخرج الوحيد من دوامة العنف المتبادل. والوساطة الاميركية والمصرية المشتركة لم تفشل بعد، بل ان قنوات التواصل والحوار بين الفصائل الفلسطينية والحكومة الفلسطينية ما زالت سالكة، واما المراهنة على اصطدام الحكومة الفلسطينية بفصائل المقاومة التي حرضت اسرائيل عليها، بمطالبتها بنزع اسلحة المقاومة، فقد سقطت من تلقاء ذاتها.

ان قبول الفصائل الفلسطينية المقاومة بوقف مؤقت لاطلاق النار او بهدنة زمنية، لن يلغي وجودها، ولكنه سينزع من يد الحكومة الاسرائيلية ذرائع عدة، وسيؤدي حتما الى انسحابات عسكرية اسرائيلية من الضفة وغزة. وايا كانت التحفظات او الشروط او «المبادئ» التي ستطلع بها الحكومة الاسرائيلية، بعد ابتداء المفاوضات، فانها لن تغير اجماع العالم على حق الفلسطينيين في وطن ودولة، ولا تعهد الولايات المتحدة بذلك.

ان القضية الفلسطينية التي وصل بها جهاد الشعب الفلسطيني المرير، طوال نصف قرن واكثر، الى هذه المرحلة قبل الاخيرة من انتصارها، هي بحاجة اكثر من اي يوم مضى الى وحدة الصف والموقف بين كل القيادات الفلسطينية، والى كثير من الواقعية والايجابية والمواقف الشجاعة والذكية.