لابورجيه: نظرة متفائلة للسوق العالمية

TT

باريس مشغولة هذه الايام بمعرض لابورجيه للصناعات الجوية والفضائية العسكرية والمدنية على السواء. ويأتي هذا المعرض في وقت حرج جدا كون العالم مشغولا هذه الايام في مكافحة الارهاب الذي يؤثر جدا على السفر والسياحة، وبالتالي على حركة النقل الجوي، وامتناع شركات الطيران عن شراء طائرات جديدة تحرك كساد السوق العالمية واقتصادها الراكد.

إذ ان أحداث سبتمبر في العام 2001 وحرب العراق الاخيرة ووباء سارس الذي انتشر في شرق آسيا وكندا اثرت جميعها على شركات الطيران وأدت الى إفلاس العديد منها وتسريح آلاف المواطنين منها. كما أن الشركات الصانعة للطائرات تخلت عن العديد من مشاريعها الجديدة والغت تطوير ناقلات حديثة ذات ميزات وكفاءات عالية.

ثم جاء معرض لابورجيه الاخير والجميع يتوقع ان يكون فاشلا في ضوء الركود الحالي الذي يسود العالم، إلا أنه تضمن هناك مفاجأة قد تبشر بعودة الاسواق الى سابق عهدها، أي قبل العام .2001 فقد أعلنت شركة إيرباص الأوروبية انها ستسلم 300 ناقلة جوية جديدة في العام الحالي، كما انها تلقت طلبيات لطائرات جديدة في العام المقبل وصلت الى 250 طلبا حتى الان، أي ان توقعاتها ارتفعت بنسبة كبيرة عما كانت عليه في أوائل العام الحالي. أما شركة بوينغ منافستها الاميركية فأعلنت انها ستسلم في العام الحالي 280 طائرة مقابل 400 طائرة سلمتها في العام .2000 وهي نسبة عالية جدا مقارنة بتوقعاتها هي الاخرى في مستهل هذا العام. وتأمل بوينغ في سد الفجوة بينها وبين إيرباص عن طريق زيادة مبيعاتها العسكرية التي لاقت سوقا رائجة بسبب النزاعات المسلحة التي يشهدها العالم حاليا.

في أي حال فإن كلتا الشركتين العملاقتين تتوقعان انتعاش السوق العالمية ونموا طويل الأمد يبلغ 5 في المائة، وهي النسبة التي تمثل تضاعف عدد الركاب والمسافرين المحتملين خلال الـ15 سنة المقبلة وبلوغهم ثلاثة أضعاف العدد الحالي خلال الـ23 سنة المقبلة.

ولعل الاعلان في لابورجيه عن قيام شركة طيران الامارات بشراء ناقلات جديدة بقيمة 13 مليار دولار أبلغ دليل على عودة الامور تقريبا الى وضعها القديم وظهور إشارات مشجعة تبشر بانتعاش هذه السوق المهمة صناعيا وسياحيا.

ثم ان بوينغ من جهتها عادت تفكر على المدى البعيد في طرح مشروع طائرة جديدة دعتها رمزيا الآن «7إي7»، «غلوبال كروزر» مستقبلا، من فئة الجسم العريض قادرة على نقل 250 راكبا في راحة تامة، والاهم انها ستوفر كثيرا على صعيد الوقود والنفقات وحماية البيئة. أما إيرباص فستنزل في السنوات القليلة المقبلة عمارتين جويتين: 340 ـ 600، و«إيه 380» القادرتين على قطع مسافات طويلة جدا، والاخيرة تتسع الى نحو 550 إلى 850 راكبا حسب ترتيب المقاعد.

على الصعيد العسكري بدأت شركات صنع الطائرات الحربية تُسوق منتجاتها بقوة في ضوء الاحداث الحالية التي تعصف بالعالم بعد الركود الذي شهدته أيضا. ولكن هناك اتجاها للحصول على الطائرات الرخيصة ذات الكلفة الزهيدة التي لا يقودها طيار، بعد النجاحات التي حققتها في أفغانستان والعراق، وهذه رغم انها لا تشكل أرباحا وفيرة لصانعيها، كالمقاتلات والقاذفات الحديثة، إلا انها كافية لتحريك السوق في وقت يخشى فيه الخبراء من ضربة جديدة في اي وقت تشل الاقتصاد العالمي من جديد.