حركة حماس.. الأسئلة الملحة

TT

لا يجوز ان تتصرف حركة حماس باعتبارها ممثلة لكل شعب فلسطين، وكل اجتهاداته وتصوراته لقضايا الحرب والسلام.

حركة حماس بحاجة الى شيء من التواضع في التعامل مع مجمل الاحداث، وبعض قياديي حماس يتحدثون وكأنهم يمثلون كل الفلسطينيين في الداخل وفي الشتات وداخل الخط الاخضر، واحياناً استمع الى بعض قياديي حماس وهم يتحدثون في الفضائيات العربية فاشعر انه ليس في الساحة الفلسطينية فصيل فلسطيني غير حماس، وليس هناك رؤيا للصراع غير رؤيا حماس وخاصة عندما يتحدثون عن حلول عدمية للصراع، وعن معركة فضاؤها التاريخ كله دون سقف سياسي، ودون برنامج مرحلي ودون اي شكل من اشكال التكتيك والذكاء السياسي المطلوب في مراحل محددة من الصراع.

بعض قياديي حماس يقدم خدمة مجانية للطرح الاميركي المنحاز وغير العادل للصراع العربي ـ الاسرائيلي، ويقدم خدمة مجانية لاولئك المجانين الذين يحاولون ان يضعوا تنظيم القاعدة وحماس في سلة واحدة من صقور الصهاينة في واشنطن، ويطالبون العرب بضرب حماس دون اي اعتبار بان هذه الحركة مهما اختلفنا معها تواجه احتلالا للارض، وعدواً لا يؤمن بالقانون وبالاخلاق.

كلما وجهنا سؤالاً لحركة حماس عنوانه الرئيسي ماذا تريدون؟ هل هناك ملامح للمرحلة الحالية؟ هل هناك برنامج تكتيكي؟ هل هناك امكانية لقبول خارطة الطريق؟ ما هي شروطكم لتحسين الموقف الفلسطيني التفاوضي؟ ما هو موقفكم من وقف اطلاق مؤقت شريطة انسحابات اسرائيلية محدودة.. كلما طرحنا هذه الاسئلة تواجهنا اجوبة عامة وفضفاضة حول الصراع «التاريخي» وحول «مسؤولية الاجيال القادمة» وحول رفض التفريط في الحقوق دون اجوبة محددة وحاسمة حول اسئلة جوهرية وضرورية للانتقال من مرحلة الى اخرى!!

العمل السياسي يختلف عن الامنيات، والايديولوجيا مهما كانت اخلاقية ونقية تختلف عن الامر الواقع، وحركة حماس اذا لم تقم باجراء حوار داخلي حول موقفها من هذه المرحلة، وتحاول وضع اجوبة محددة على اسئلة محددة، فان صقور اسرائيل في واشنطن سيكسبون الجولة، وهو امر سيجعلنا جميعاً في وضع صعب وحرج وليس فيه شيء من الذكاء.