هذا كل ما جرى

TT

لا اصعب ولا اقسى على النفس من أن يُقوَّل الانسان ما لم يقله وان يُنقل عنه ما لم يتحدث به، فهناك باستمرار من لا يتقن الا مهنة التزلف ومن لا يتورع عن حَبْكِ رواية لا اساس لها من الصحة، ليشعر من هو مسؤول عنه انه مخلص له في غيابه كما هو مخلص له في حضوره وانه الحامل دائما لواء الدفاع عنه في السراء والضراء وعلى الحق والباطل.

هذا ما جرى قبل ايام فقد نقل "متبرعون" و"متطوعون"!! للاستاذ ابراهيم نافع رئيس تحرير صحيفة "الاهرام" المصرية قصة مختلقة، عن سابق اصرار وتصميم، واوصلوا اليه كلاما لا صحة له، من الفه الى يائه، وكانوا قد حشروا اسمه حشرا في قضية لم يُذكر اسمه فيها فأساءوا اليه واساءوا الى مجموعة خيرة من الكتاب والصحافيين العرب كانوا شاركوا في ذلك الحوار الذي جرى في لقاء اعلامي عربي التأم في الكويت قبل نحو اسبوعين.

كان الحوار يتركز، خلال احدى جلسات هذا الملتقى، على دور المؤسسات والنقابات العربية، المعنية لارتفاع بمستوى مهنة الصحافة. وعندما جاء دوري تحدثت عن ان بعض هذه النقابات كانت مُختطفة من قبل بعض الأنظمة الشمولية والديكتاتورية العربية وقلت: "ولذلك فعلينا ان لا نستغرب عندما نرى أميا أمينا عاما لاتحاد الكتاب العرب وعندما نرى ان ضابط مخابرات اصبح رئيسا لاتحاد الصحافيين العرب في مرحلة من المراحل".

كان الحديث واضحا وضوح الشمس. فاسم الاستاذ ابراهيم نافع لم يرد على الاطلاق والحديث كان يجري عن مرحلة سابقة عندما حاول نظام صدام حسين البائد اختطاف دور مصر وعندما استطاع بشراء الذمم وبالنفوذ الكاسح، الذي ترافق مع اندلاع حرب الخليج الاولى، الحرب العراقية ـ الايرانية، وضع ازلامه وعملاء مخابراته على رأس عدد من النقابات المهنية العربية المتعاطية مع صناعة الرأي العام في الوطن العربي.

لكن ورغم كل هذا الوضوح، الذي لا لبس فيه، فقد أثار بعض المشاركين في هذا الملتقى، من الذين كانوا يجلسون في المقاعد الخلفية، ضجة غير منظمة وذكروا وهم يحتجون على أمر لم يكن مثار بحث، اسم الاستاذ ابراهيم نافع. ومنعاً لأي التباس فقد طلبت الكلام وقلت بالحرف الواحد: "... انني اتحدث عن مرحلة سابقة وان الاستاذ ابراهيم نافع صديق عزيز وانه من غير المعقول ان أكون أقصده بما قلته وانني دفعا لأي التباس اعتذر للحضور وللأستاذ ابراهيم شخصيا إذا كان حديثي عن مرحلة ماضية قد فُهم على انه ينسحب على المرحلة الحالية".

لا أعرف لماذا الاصرار، بعد كل هذه الايضاحات المدونة والمسجلة والتي سمعها نفر من خيرة المبدعين العرب، على حشر اسم الاستاذ ابراهيم نافع في هذا الامر، ولا اعرف لماذا الاصرار على رواية ملفقة ومعلومات غير صحيحة.. إنني لا أعرف سبب تقويل انسان ما لم يقله ولذلك فإنني أقول لأستاذنا الكبير إن هذا ما جرى بالضبط وإن هؤلاء "المخبرين" قد اساءوا اليه قبل ان يسيئوا الي والى جميع الذين حضروا هذا الملتقى الهام.

"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا..".